الحزب الشيوعي اللبناني ينعى الرفيق المناضل والإعلامي الكبير ملحم أبو رزق
رحل اليوم الرفيق ملحم أبو رزق، رحل المناضل الشيوعي النموذج والمثال والقدوة في العطاء والتضحية بلا حدود.
رحل ملحم أبو رزق تاركاً وراءه تاريخاً طويلاً من النضال السياسي والنقابي والإعلامي، رحل من تتلمذ على يديه وتثقف العشرات والعشرات من المناضلين الشيوعيين في هذه الميادين كافة.
وبرحيل الرفيق ملحم أبو رزق، فقد الحزب الشيوعي اللبناني والقوى اليسارية والوطنية وكل المقاومين، ومعهم الإعلام اللبناني وإذاعة صوت الشعب والنداء والأخبار، علماً بارزاً من أعلام الكلمة الحرة المناضلة على درب التحرير والتغيير لقيام دولة وطنية ديمقراطية مقاومة في لبنان، على طريق بناء الاشتراكية التي آمن بها الراحل الكبير وناضل من أجل تحقيقها حتى الرمق الأخير.
برحيل ملحم أبو رزق فقد الحزب الشيوعي اللبناني قلماً مقاوماً كتب بدموع من عينيه المتعبة من سهر الليالي، خط حزبه السياسي ومواقفه يوماً بعد يوم لسنوات وسنوات، وسطّر خلالها صفحات الشهادة لمقاومين ومناضلين سقطوا على كل الجبهات في الفكر والمقاومة وفي النضال السياسي والنقابي والمطلبي ليرحلوا وهم مكللين بالغار شموعاً تضيء طريق الخلاص من النظام السياسي الطائفي نحو بناء وطن حر وشعب سعيد.
وقف الرفيق ملحم ضد مشاريع التقسيم والكانتونات الطائفية عام 1976، ونفذ بصمت مهام خطيرة، فتعرض حينها للخطف والاعتقال - مع رفاق له - من قبل العدو الإسرائيلي وهو في عرض البحر أثناء سفره بمهمة حزبية إلى الخارج.
تميز الراحل الكبير بمواكبة يومية للنضالات الجماهيرية والوطنية وفي أحلك الأوقات وأصعبها، وقد كان من الذين عملوا على إصدار أعداد جريدة النداء، يوم دنّس الصهاينة أرض العاصمة، التي أرّخت لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول)، وأيضاً خلال أيام عدوان تموز 2006، حيث بقي طوال 33 يوماً مقيماً في الإذاعة، متتبعاً لحظة بلحظة التغطية الإعلامية للعدوان، وعاملاً على كشف أهدافه ومراميه.
تميز الرفيق ملحم بثقافة سياسية واسعة وقدرة على متابعة الأحداث وتحليلها بكفاءة إعلامية مميزة، وكان شاغله الأساسي الذي أمضى معظم حياته فيه هو صحافة الحزب وإعلامه، فكان عضواً في اللجنة المركزية لفترات طويلة وعضواً في المكتب السياسي في منتصف الثمانينيات ومسؤولاً عن هذا الإعلام، الذي التحق به مناضلاً نقابياً منذ كان طالباً في صفوف الحركة الطلابية ومدافعاً عن قضية الجامعة اللبنانية والتعليم الرسمي.
كان الرفيق ملحم واحداً من مجموعة الرفاق التي التحقت بالعمل التنظيمي والإعلامي في الحزب، بعد المؤتمر الثاني عام 1968، فأسهم من هذا الموقع في تطوير وتنفيذ القرارات الحزبية وتعميمها، فكانت لمقالاته الدائمة وكتاباته في الطريق والأخبار والنداء وادارته وتوجيهاته السياسية لإذاعة صوت الشعب دوراً أساسياً في النهوض بالحزب وبمؤسساته الإعلامية.
تميز الراحل الكبير بالصلابة في المواقف، والعمل بصمت وبقناعة راسخة، لم تزعزع الأحداث والمتغيرات الكبرى الداخلية والخارجية من قناعاته بأفكار ومبادئ حزبه.
غادرنا ملحم أبو رزق بصمت كما ناضل طوال حياته، لم يطمح يوماً لأي منصب، كانت القضية بالنسبة إليه أكبر من أي شيء...
باقٍ معنا، أيها الرفيق، بفكرك وتراثك ولا يعوض عن خسارتك سوى العهد من حزبك على متابعة السير على الطريق من أجل تحقيق الأهداف التي أفنيت حياتك من أجلها.
باقٍ معنا في المدرسة الشيوعية التي تركتها، باقٍ في الصوت والصورة والبيان والمنشور وفي كل ميادين النضال.
والعزاء مشترك للرفاق وللإعلام اللبناني عموماً والحزبي خصوصاً، وإلى عائلتك الكريمة وعموم أهالي بلدتك المتين العزيزة
وداعاً رفيق ملحم مع ألف تحية ووردة حمراء.
الحزب الشيوعي اللبناني
بيروت في 16/8/2018
Data
Title: الحزب الشيوعي اللبناني ينعى الرفيق المناضل والإعلامي الكبير ملحم أبو رزقLink: http://www.lcparty.org/index.php?option=com_content&view=article&id=16951:2018-08-16-11-14-19
Source: الصفحة الرئيسية
Organization: wmatta@assafir.com (الادارة)
Date: August 16, 2018 at 01:03PM
Actions
Translate original to: En | Es | Fr | De | Pt | Gr | Ca | +Share original with: Twitter | Facebook | Google +
Labels: Lebanese Communist Party, Lebanon, Parties