"الشيوعي" يحيي ذكرى أسبوع الرفيق المناضل إبراهيم غنوي في حولا

 

أحيّت منظمة الحزب الشيوعي في حولا وعائلة الفقيد والبلدة، ذكرى مرور اسبوع على رحيل الرفيق المناضل إبراهيم غنوي (أبو أيمن)، بحضور أعضاء من المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب، وحشد من الشيوعيين وأهالي البلدة.

قدّم الأستاذ تامر قطيش تعريفاً عن الفقيد، ثم افتتحت الكلمات مع كلمة ألقاها الأستاذ محمد قشمر باسم الجمعيات التعاونية الزراعية، أشاد خلالها بالالتزام الوطني للفقيد أبو أيمن ونضالاته السياسية ولاسيما الاجتماعية والاقتصادية حيث كان الراحل من أبرز المساهمين في تأسيس التعاونية الزراعية في بلدته حولا مع العديد من أبناء حولا الأبرار. واختتم كلمته متوجهاً بالتحية إلى أبناء حولا المقاومة.

 

ديبة

بدوره ألقى عضو المكتب السياسي بالحزب الرفيق غسان ديبة كلمة الحزب، استهلها بتوجيه التحية إلى الحضور، وقال "نحيي اليوم ذكرى اسبوع الرفيق المرحوم ابراهيم محمد غنوي. كان لا بدّ في البداية نبذة عن حياة الرفيق وإن كانت النبذات تلك لا تعطي المناضلين حقهم، لأن اختصار لحياة شخص مثل أبو أيمن هو شيء غير ممكن على الإطلاق. أمران بارزان في حياته: الالتزام الحزبي والمقاوم والعمل في الزراعة وهما وإن بدا متناقضين إلا أنه لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض، كما انهما حقلان مليئان بالتعب والسهر والتضحية لا يسبر أغوارهما الا القلة في يومنا هذا".

 

وأضاف "في حياة أبو أيمن كانت المقاومة منذ البدء. كانت خياراً حزبياً فلبيت نداء حزبك ولبيت نداء التزامك فذهبت لمتابعة التدريب العسكري في أرفع الأمكنة وأكثرها التزاماً ودعماً لحركات التحرر الوطني التي كانت تقود مسيرة الحرية والعدالة آنذاك من أميركا اللاتينية إلى أفريقيا إلى منطقتنا وصولاً إلى فيتنام التي حطمت جبروت الجيش الأميركي. والذي يعرف المقاومين جيداً يعرف تماماً أن هذا الخيار قبل كل شيء هو خياراً فردياً، فلا يظنن أحد أيها الكرام وايها الرفاق أن المقاومة في وطننا لبنان، وفي حولا المقاومة دوماً منذ 1948، لم تكن في النهاية إلا خياراً فردياً لهؤلاء المقاومين الشهداء والأسرى والجرحى لان المقاومين الحقيقيين هم دائما الطليعة وبحملهم السلاح "يؤكدون على إنسانيتهم أولاً" وفي هذا أيضاً عزاءا لأهلهم وأحبائهم. ومن هذه الشعلة، امتدت المقاومة من 1969 إلى 1978 إلى 1982 إلى 1985 الى 2000 الى 2006 وتحطمت على مر السنين، كما في فيتنام، أسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر".

 

وتابع "وكنت رئيس التعاونية الزراعية في حولا فكنت خير الشيوعي الذي جمع في مراحل حياته المختلفة بين العمل العسكري عندما دعت الحاجة إلى ذلك وبين عمله في الحياة التي ينتجها. فجسدت كما قال ماركس في الأيديولوجية الألمانية "إن النشاط الحر بالنسبة للشيوعيين هو التجسيد الخلاق للحياة المنبثق من التطور الحر لجميع قدرات الفرد الكامل". فالمزارع والعامل هم هم أينما حلوا، فلذلك كما الرأسمالية معولمة كذلك المقاومة ضدها. الاسبوع الماضي للصدفة كتبت حول المزارعين حول العالم وفي الولايات المتحدة وكيف أنهم يعانون منذ الثمانينيات نتيجة هجوم الرأسمال والفوائد العالية التي تجعلهم يفلسون ويبيعون اراضيهم. اليوم نحن بحاجة في لبنان إلى سياسة زراعية جديدة تعيد الحياة إلى الزراعة ليبقى الناس في أرضهم خصوصا في جنوبنا العزيز المقاوم".

 

الحزب يجب ان ينتقل إلى الفعل السياسي ويحول الفعل المقاوم إلى برنامجاً محدداً للتغيير

وأن يصبح الحزب حزب المساواة وتطور القوى المنتجة والديمقراطية الحقيقية

 

كما تطرق ديبة إلى أمرين في السياسة، "الأول، حول الإنتخابات. لقد قرر حزبنا خوض الانتخابات رافعا شعار معا نحو التغيير. وسعى الحزب الى تكوين بلاتفورم وطني للمعارضة على مستوى الوطن كله سعياً لخوض الانتخابات وطنيا وكأنها دائرة واحدة ودعونا جميع القوى المعارضة العلمانية والمدنية والوطنية الى الالتقاء لتحويل النسبية التي اقرت تحت ضغط الحراك الشعبي الى فعل سياسي يحول الاعتراض الكامن في المجتمع الى معارضة سياسية ديمقراطية تقدمية في البرلمان. على الرغم من نتائج الانتخابات إلا أن هذا لا يعني أن خيار بناء معارضة ديمقراطية كان خاطئاً فالأسباب عديدة، ولا أريد الخوض فيها الان الا أن الأمور على مستوى الوطن تتجه إلى الأسوأ على الرغم من عودة الأحزاب الحاكمة وأحكام سيطرتها الا ان هذه السيطرة هي هشة فالنظام السياسي في أزمة نتيجة ارتفاع منسوب التحاصص الطائفي وصراع الأحجام على السلطة وإدارتها٠ اما الوضع الاقتصادي فكما يقال فحدث ولا حرج فالاقتصاد اللبناني في أزمة كبرى لا تخفى على أحد.

 

ومن هنا فإن الحزب من خلال برنامجه الانتخابي والبيان الوزاري البديل لم يطرح فقط حلولاً للازمة ولكن أيضاً مساراً نحو المستقبل من أجل بناء اقتصاد عصري منتج يخلق فرص عمل ويزيد الإنتاجية ويؤمن مستوى معيشة أفضل لطبقاته المتوسطة والعاملة ويؤمن الوظائف لشبابه المتعلم بدلا من الهجرة. كما يناضل حزبنا من أجل تحقيق التغطية الصحية الشاملة ومن أجل ضمان الشيخوخة ومن أجل توزيعا أكثر عدلا للمداخيل والثروة كما دفاعا عن البيئة والطبيعة.

 

ولكي يكون حزبك وفياً لك ولأبا نسيم الذي قرأت عنه أنه كان دائماً يسأل الشباب عن أحوال الحزب ًقول لكما إن الحزب يجب ان ينتقل إلى الفعل السياسي ويحول الفعل المقاوم إلى برنامجاً محدداً للتغيير وأن يصبح الحزب حزب المساواة وتطور القوى المنتجة والديمقراطية الحقيقية وهذا أكبر وفاء لك يا أبا ايمن ولكل الشهداء وللذين رحلوا عنا"

 

السمراني

كما ألقت عضو المكتب السياسي في الحزب الرفيقة يانا السمراني كلمة الحزب في قاعة النساء، تناولت خلالها مزايا الفقيد، "فهو المناضل الذي ساهم، من خلال نضالاته المتنوعة، في ترسيخ أركان عدة من تاريخ الوطن وبنيان الحزب الشيوعي اللبناني.

إبن بيت شيوعي، بدأت مسيرته الحزبية عبر الانتساب الى الحزب الشيوعي اللبناني عشية المؤتمر الثاني. وقد انخرط في محطات كفاحية عدة، من بينها المشاركة متدرباً أولا، ومُدرباً لاحقاً، لكوادر الحرس الشعبي الذي توسع لاحقاً فتحولت التجربة وارتقت الى قوات الأنصار في مواجهة العصابات الصهيونية، والتصدي لقوات الاحتلال الصهيوني مع بداية الثمانينيات. الأمر الذي ساهم في تعريضه لكافة أشكال الضغوطات والاعتقالات والتهجير".

وأردفت "لم يقتصر نضال الرفيق أبو أيمن على الشق العسكري أو السياسي، فكان طليعياً كذلك في العمل الاجتماعي، وساهم مع رفاق آخرين بإعادة بناء التعاونية الزراعية، لتتحول لاحقاً الى أنجح التعاونيات، لا بل أصبحت نموذجاً للعمل الاجتماعي الذي يصب في الصالح العام، كما شارك في رابطة إنماء حولا وعضواً في هيئتها الإدارية لدورات عدة.

باختصار، رغم صعوبة الاختصار عند الحديث عن الرفيق أبو أيمن، فقد كان – عن حق – مثال الإنسان الشيوعي الحقيقي، ذاك الذي يخوض الصراع في كافة الميادين دفاعاً عن قناعاته".

 

رفيقنا أبو أيمن، لن نعدك بالكثير، سنعدك بأمراً واحداً فقط: سنقاوم

 

 

وتابعت "ابن بلدة حولا التي قدمت أكثر من سبعين شهيداً عام 1948 إثر اقتحام العدو الصهيوني للبلدة تحت إمرة، سيء الذكر، مناحيم بيغن على رأس فرقة الهاغانا.

حزبك يا رفيقي لن يوجه لك كلمات العهد والوفاء، بل سيعمل على تحقيق الأهداف بالفعل من خلال استكمال النضال. فكما واجه عصابات الهاغانا وأطلق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي قدمت الشهداء والأسرى والجرحى في مسيرة تحرير الأرض من الاحتلال، ونجحت في تحرير الجزء الأكبر من الأراضي اللبنانية المحتلة، بدءاً من تحرير العاصمة بيروت، مروراً بالجبل والبقاع وصيدا وصور، وصولاً الى النبطية، إنها "جمول" التي نحتفل – هذه الأيام – بذكرى انطلاقة رصاصاتها الأولى، تلك هي جبهة المقاومة الوطنية التي نفذت عمليات نوعية داخل الشريط المحتل، والتي ما زالت جثامين عدد من شهدائها قابعة في أسر مقبرة الأرقام في داخل فلسطين المحتلة.

تلك الجبهة التي نحتفل اليوم بذكرى انطلاقتها السادسة والثلاثين، والتي لا يقتصر عملها على تحرير الأرض، بل إنها تهدف الى تحرير الانسان أيضاً. وبهذا المعنى، فإن عملية التحرير والتغيير هي كلٌ متكامل، في ترابط عضوي، حفاظاً على تضحيات المقاومين والشهداء في سبيل وطن فعلي، وطن خالٍ من المحاصصات والفساد والطائفية المُدمرة. فالتغيير المنشود لا يتحقق الا بجعل الانتماء الوطني سابقاً على ما عداه من تبعيات طائفية وخارجية،

وبناء الوطن العلماني الديمقراطي، الذي يعتمد على سياسات اقتصادية اجتماعية، هي سياسات تحررية ومقاومة بدورها، رافضة الرضوخ إلى التبعية المُذلة تجاه السيطرة الرأسمالية العالمية وإملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين. تلك هي مقومات الصمود والمواجهة في آن، فمواجهة مشاريع الهيمنة الأميركية لا تكون باعتماد العمل العسكري فحسب، بل يكون متوجها في أساسه نحو فك الارتباط مع سياساتها الاقتصادية التي تُمثل أبشع أنواع الاحتلال".

وختاماً، شدّدت السمراني على أن "النضال اليومي أيضاً مقاومة،

النضال لأجل الحق في التعليم والطبابة مقاومة،

النضال لأجل المدرسة الرسمية والجامعة الوطنية مقاومة،

النضال لأجل الماء والكهرباء مقاومة،

النضال لأجل البيئة والحفاظ على صحة أولادنا مقاومة،

النضال بوجه الفساد والسرقات والمحاصصة مقاومة،

النضال لأجل الأملاك العامة ورفض التعديات على المشاعات مقاومة،

النضال لأجل الحق في السكن مقاومة،

النضال لأجل حقوق المرأة والمساواة الفعلية مقاومة،

النضال لأجل الحق بحياة كريمة مقاومة.

رفيقنا أبو أيمن، لن نعدك بالكثير، سنعدك بأمراً واحداً فقط: سنقاوم".

 

المكتب الاعلامي للحزب الشيوعي اللبناني

بيروت23 أيلول 2018

 

 

 

Labels: Lebanese Communist Party, Lebanon, Parties