لبّى دعوة فرع الحزب الشيوعي اللبناني في سيدني للاحتفال بالذكرى ال٣٦ لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية "جمّول" ، عدد من الرفاق والأصدقاء والوطنيين ووفد من الرفاق الشيوعيين العراقيين بقيادة السكرتير الرفيق صبحي مبارك "ابو تموز" وعضوية الرفيق قاسم عبود. بمشاركة حزب الشعب الفلسطيني ممثلاً بالرفيق شامخ بدرة، حيث شاركوا في الBBQ الذي نظمه الفرع في homestead PK في محلة Chippen Norton وقد ألقى الرفيق عبد المجيد حجازي كلمة الحزب والتي جاء فيها :
كما تعرفون ، اننا نحيي الْيومَ وبفخر ذكرى انطلاقة جمول د، فشمس أيلول غير كل شمس !
شمس هذا الصباح، غير شمس البارحة وغير شمس الغد، فهي تطل مرة في السنة، واليوم نشهد إطلالتها ال ٣٦، نشعر ببهاء صباحها، ودفء خيوطها، وطمأنينة محيطها ونشوة نصرها.

في مثل هذا اليوم السادس عشر من أيلول سنة ١٩٨٢ كتب رفاقنا الشهداء بدمهم نداء النفير الذي اعلنه رفيقنا الأمين العام آنذاك القائد جورج حاوي، ليدفع حياته ثمنا لهذا الموقف التاريخي ويرتقي شهيدا:
يا رجال ونساء لبنان من كل الطوائف والمناطق والاتجاهات، أيها اللبنانيون الحريصون على لبنان بلداً عربياً سيداً مستقلاً، الى السـلاح استمراراً للصمود دفاعاً عن بيروت والجبل، وعن الجنوب والبقاع والشمال، الى السلاح تنظيماً للمقاومة الوطنية اللبنانية ضد الإحتلال وتحريراً لأرض لبنان من رجسه على امتداد هذه الأرض من أقصى الوطن الى أقصاه".
وكرّت سبحة عمليات جمول، وتعالت ولولة الجيش الذي لايقهر وزعيقه، ودوت في ارجاء بيروت أصوات استغاثته في مكبرات الصوت :

"يا أهالي بيروت لا تطلقوا علينا النار، اننا منسحبون"

فكانت تلك هي اول هزيمة حقيقية للعدو في تاريخ الصراع العربي - الصهيوني، والتي أرَّخت :

"لقد جرّ العدو الصهيوني مغتصب فلسطين، ولأول مرة في تاريخ كيانه المصطنع، أَذيالَ الهزيمة دون قيد او شرط من لبنان وعاصمته عروس عواصم العرب بيروت."

ألا يحق لنا ان نحتفل بهذا الحدث ، أنّى كنّا على وجه هذه البسيطة...؟ بلى.

إن تلك الرصاصات الأولى التي انطلقت لهدفها المتشود، قد رسمت مهمتها بوضوح :" تحرير الأرض من العدو الصهيوني المحتل، وتغيير النظام السياسي الذي أفقر شعبنا للنيل من ارادته ، هذا النظام الذي لم يتورّع آنذاك عن الشروع في مفاوضة العدو على رسم خطوط الاستسلام في خلدة، ونراه الْيَوْمَ وقد أغرق شعبنا ببحور من الإفقار والفساد والبطالة والمرض والجهالة والعطش والتشرّد والتشظّي على حدّ سكين الطائفية، وإغراق شعبنا ببحر هائج من الانقسامات المذهبية تماهياً مع مخطط الأعداء على المستوى القومي في تفتيت بلادنا الى دويلات طائفية متناحرة توطئة لوضع اليد على ثرواتها وأماناً للكيان الصهيوني المصطنع، وبتنا على شفير - ليس التفريط بما حققته المقاومة من انتصار و تحرير - بل على شفير الافلاس والتفريط بالوطن، مما يجعل من مهمة التغيير أمراً محتوماً من اجل البقاء، لا تبرّر دعوات محاربة الفساد الفولكلورية التشبّث بنظام بات العائق بوجه وحقّ الوجود.
أيها اللبنانيون، نتوجّه لكم بنداء المقاومة الثاني :" الى اللحمة والانفكاك من كماشة أمراء الطوائف الى باحة الوطن ، تعاضدوا من اجل فرض مطالبكم المشروعة وحقكم بالكهرباء والماء والنظافة والعمل والاستشفاء والعلم والإسكان، لا تسمعوا لتجار الطوائف؛ فقد جنوا بلايين الدولارات من لحمكم الحي بما حرموكم إيّاه من خدمات، بعد ان جنوا منكم كل انواع الضرائب، يشهد على هذا الكلام، لائحة أغنياء لبنان العشرة الأوائل، وهل صدفة ان يكونوا جميعهم من السياسيين...؟ فهلّا سألتم من اين لهم ذلك ؟

يا قوى اليسار ، فكما كُنتُم قوى التحرير ، لن يكون غيركم قوى التغيير ، الى اللحمة والتعاضد بناءً على برنامج نضالي يؤدي الى نظام وطني ديمقراطي مقاوم، فيه وجودكم وصوناً لنصاعة تاريخكم ورسماً لمستقبل الأجيال القادمة.
المقاومة بكافة اشكالها التي استندت لتاريخ، أسست في القرن الماضي نهجاً لكل قرن ، وهي لهم بالمرصاد لصفقة القرن ولكل صفقة مشبوهة، طريق النضال شاقٌ وصعب ولكن نتائجه في النجاح مضمونة .
يداً بيد من اجل وطن حر وشعب سعيد

عاشت المقاومة الوطنية اللبنانية رائدة التحرير والتغيير
عاشت مقاومة الشعب الفلسطيني بكافة اشكالها من اجل تحرير فلسطين وإقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس
عاش لبنان وطناً حراً مستقلاً موحداً ديمقراطياً مقاوم.

هذا وقد خيّم الجوّ العائلي على المناسبة، وعاد البعض الى ذكريات الفخر التي سطّرها المقاومون الأشاوس، والذين اخترقوا الصمت العربي آنذاك ، وفرضوا على أنظمة الاستسلام الاعتراف بجبروت المقاومة، والذي لم يكن كما وصفوه مغامرة، إنما نتاج تاريخ نضالي طويل، خبره شعب لبنان منذ ثورة الفلاحين بقيادة طانيوس شاهين، الى الاحتلال العثماني وصولاً الى الاستعمار الفرنسي، وانتهاءً بالاحتلال الصهيوني المتغطرس، ولم ينس الرفاق شراسة القتال مع العدو وشجاعة الرفاق بالتصدّي لجبروته، مسلحين بإيمانهم بحق الدفاع عن ارضهم، منوّهين بالتضحيات الجسام وصولاً الى الاستشهاد ، مما افقد العدو صوابه، وأظهر جبناً ما بعده جبن إذ احتجز جثامين 9 لرفاق شهداء تعبيراً عن خيبة امله واعترافاً بخسارته التي لم يعتَد على مثلها من قبل، وقد أقسم الجميع على عدم نسيان هؤلاء الرفاق الذين سطروا صفحات المجد لتاريخ شعبنا العظيم، إذ ستتم ملاحقة قضيته احتجاز جثامينهم اللاإنسانية وحتى يتم تحريرها.
وقد استمرت المناسبة حتى ساعات المساء الأولى، انصرف بعدها المحتفون على أمل ان تتشكل جبهة يسارية عربية قادرة على إسقاط مؤامرات الإمبريالية التي تحيكها للمنطقة، ولا سيما، منها، ما يروّجون له من صفقة القرن، وعلى أمل ان تتشكل جبهة وطنية لبنانية تفرض تغيير وضع النظام السياسي في لبنان لجهة بناء الحكم الوطني الديمقراطي المقاوم على أنقاض نظام الطائفية العفن، الشق الآخر لأهداف جمول.
#الحزب_الشيوعي_اللبناني
#جبهة_المقاومة_الوطنية_اللبنانية

 

Labels: Lebanese Communist Party, Lebanon, Parties