تحت عنوان للحوار دربه وللدرب شبابه، إفتتحت محافظة البقاع في إتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني مخيمها التطوعي الحواري في سهل اللبوة، وحمل إسم مخيم الرفيق الراحل ناجي سرور، وشارك فيه من خارج المحافظة رفاق ورفيقات من محافظة الجنوب. وبدأ المخيم أولى فعاليته بمحاضرة حول (ثقافة المقاوم وألية توظيفها في الواقع السياسي الحالي) ألقاها عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي اللبناني الرفيق سلام بو مجاهد .
وكانت كلمة ترحيبية من قائد المخيم الرفيق حسن يونس قال فيها أن عام 1987 كان العام الأخير الذي نظم فيه إتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني مخيماً في اللبوة، وكان قائده الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني الرفيق حنا غريب، ومر أكثر من ثلاثين عاما غبنا فيها عن اللبوة- رافد الوطن بالشهداء – وها نحن اليوم نقيم مخيمنا الذي تضافرت فيه جهود فروع محافظة البقاع وفي مقدمها فرع اللبوة ، ليخرج الى النور محملاً بنشاطات مختلفة ثقافية وإجتماعية وتطوعية وحوارية ورياضية وفكرية ، ولنعيد إحياء ما كان يشكل قوتنا ونجمع الشباب في بوتقة واحدة لأجل إتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني
وألقى بو مجاهد كلمة وجه فيها التحية الى شهدائنا الأبطال الذين سقطوا في مواجهة العدوان الصهيوني،و تناول تاريخ جبهة المقاومة الوطنية والمراحل التي مرت بها، وقال:"عندما نتطرق الى موضوع المقاومة نستذكر سوياً مفكرنا الشهيد الكبير حسين مروة حين لخّص فكرة وثقافة المقاومة بالقول إن النضال ضد كل أشكال العنصرية والإستغلال و الفقر من أجل حياة كريمة هو مقاومة" " فكيف إذا كان نضالنا محوره تحرير كرامة الوطن والإنسان من رجس عدو مغتصب للأرض فهو بالتأكيد مقاومة".
وإنطلاقاً من محطات ثلاثة هي الجذور الوطنية، الجذور القومية والجذور الأيديولوجية شرح بو مجاهد الطريق الذي سلكته المقاومة منذ تأسيس الحزب الشيوعي اللبناني عام 1924 يوم كان لبنان ما زال خاضعا للإنتداب الفرنسي،و لفت الى أنه كان لنشأته دوراً رئيسياً ومحورياً في النضال ضد الإنتداب، أما المحطة الثانية وهي الجذور القومية فقد بدأت يوم إرتبط النضال ضد المشروع الصهيوني في لبنان بالنضال ضد هذا المشروع في فلسطين وموقعها في الدعوة القومية العربية الى التحرر والوحدة، وفيما يتعلق بالمحطة الثالثة التي تمحورت حول الجذور الأيديولوجية الماركسية أكد بو مجاهد أنها الأساس الذي قدمه الحزب الشيوعي اللبناني في مؤتمر الوطني الثاني عام 1968 ، مشيراً الى أن هذا المؤتمر طرح فهماً ماركسياً جديداً للقضية القومية قوامه أن الطبقة العاملة والفئات الشعبية الكادحة هي أكثر الفئات مصلحة في تحقيق التحرر القومي وأكثر الفئات قدرة على المضي بهذه العملية حتى النهاية، بينما البرجوازية والطبقات المسيطرة محكومة بأفق يساوم مع المحتل. وأوضح بو مجاهد أنه إنطلاقاً من موقع المشروع الصهيوني في فلسطين في إطار المشروع الإمبريالي العالمي، فإن تحرير فلسطين وإستعادة الحقوق الكاملة للشعب العربي الفلسطيني تحولت الى المهمتين الأساسيتين في عمل حركة التحرر القومي ، إضافة الى مهام الوحدة العربية وتحرير الثروات العربية لتحقيق التنمية الإقتصادية و التقدم الإجتماعي .
لخص بو مجاهد نشأة وتطور المقاومة في الحزب الشيوعي اللبناني من الحرس الشعبي الى قوات الأنصار وإقامته لمراكز تدريب في المونتفردي في المتن وفي قبريخا واخر في عيناتا الى إنطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول) وعرج على مسار المشروع الصهيوني ومحطاته الرئيسية وهي التالية:
1948نشوء دولة الكيان الصهيوني
1956 العدوان الثلاثي على مصر
1967 الهزيمة
1973 حرب الدخول الى المفاوضات
1975 إنفجار الحرب الاهلية –مشروع التقسيم
1978 الإجتياح/عملية الليطاني
1979 زيارة السادات الى الكيان الصهيوني
1982 مبادرة الأمير فهد للسلام
1982 إجتياح لبنان
وأوضح بو مجاهد أسباب توقف مسار جمول ومنها سقوط الإتحاد السوفياتي، ودخول الحركة الشيوعية مرحلة الهزيمة ، إضافة الى إتفاق الطائف وما أفرزه من واقع جديد أرخى بظله على لبنان.​وتطرق الى الوضع الإقليمي الراهن وما يجري في سوريا .
ومن هذا السرد التاريخي إنتقل الى دور الشباب اليوم في إستمرار المقاومة على مختلف الصعد، فقال: اليوم نحمل أمانة سنسلمكم إياها وأنتم من ستحافظون عليها ، وأضاف: أنتم تعيشون اليوم الأهداف التي حققناها وما لم نستطع أن نحققه من أهداف أنتم مطالبون بحمل لوائه والعمل من أجل تحقيقه، وأكد أن السرية هي المبدأ الرئيسي الذي على المقاوم أن يتحلى به، لافتا الى عقم الصراع عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، ورأى أن ما يكتب على هذه المواقع لا جدوى منه في عملية المقاومة التي تستهدف المشروع الصهيوني الأميركي، معتبراً أن على الحزب الشيوعي أن يكون جزءاً من المقاومة في وجه هذا المشروع ، ولذلك فإن الإعتماد اليوم على شبابه الذي تشرّب مبادىء الحزب وتوصياته إنطلاقاً من المؤتمر الثاني،وأعلن أن المؤتمر الثاني عشر سيعقد في موعده وستكون القضايا السياسية الخلافية فيه محور النقاشات التي على الشباب أن يعيها ويشارك فيها.

Labels: Lebanese Communist Party, Lebanon, Parties