الشيوعي وبلدة المتين شيّعا المناضل الشيوعي الإعلامي ملحم أبو رزق

غريب: امتلك قدرات مميزة لجهة الوضوح في التحليل السياسي والقدرة على الحوار وامتلاك قوة الاقناع

 

شيع الحزب الشيوعي اللبناني وبلدة المتين اليوم رئيس تحرير جريدة "النداء" وإذاعة "صوت الشعب" الإعلامي الزميل ملحم أبو رزق الى مثواه الاخير، حيث القى الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب كلمة جاء فيها: "ماذا عسانا نقول في رثاء الرفيق ملحم بو رزق ونحن نودعه ونزرعه اليوم وردة حمراء وضاءة تعانق ثرى بلدته الحبيبة المتين؟ من أين نبدأ بالكلام عن هذه القامة السياسية الحزبية والقيادية التي واكبت عن قرب كافة مراحل نشاط الحزب على امتداد أكثر من خمسين سنة تخللتها نضالات ومواجهات طبقية واجتماعية وحروب أهلية متنقلة في الداخل، وحركات مقاومة ضد الغزوات الامبريالية والاسرائيلية في كل من لبنان وفلسطين والمحيط العربي عموما؟".

واشار الى ان بدايات الراحل "تزامنت مع التحولات البارزة التي اقترن بها المؤتمر الثاني للحزب عام 1968، والتي شكلت نقطة انعطاف في مقاربته لمسألة التغيير السياسي والاجتماعي في لبنان وللموقف من القضية القومية والوطنية. كان أحد أبرز الأبناء الطليعيين للجيل الأول من الشباب الذي انبثق عن هذا المؤتمر، والذي انخرط بكل طاقاته وبفعالية استثنائية في كافة النضالات الطلابية والشبابية والوطنية التي كان لبنان مسرحا لها في تلك الفترة، وبخاصة نضالات الحركة الطلابية في الجامعة اللبنانية، ومن خلال مواكبته ومتابعته وإدارته الدؤوبة آنذاك لنشاط العديد من الخلايا الطلابية الحزبية في الجامعة اللبنانية وفي غيرها من جامعات العاصمة، نجح في اكتساب مهارات وقدرات مميزة لجهة الوضوح في التحليل السياسي والقدرة على الحوار والمحاججة وامتلاك قوة الاقناع والاستماع الى الرأي الآخر وبناء العلاقات السوية مع عموم الناس والرفاق والأصدقاء".

وتابع: "ترك أبو رزق بصماته السياسية والمهنية المضيئة في كل منابر الحزب الاعلامية التي ساهم في قيادتها، وبخاصة جريدة "النداء" ومجلة "الاخبار" واذاعة "صوت الشعب"، حيث عمل جنبا الى جنب، وفي أصعب الظروف، مع العديد من الرفاق المؤسسين الذين رحلوا أو استشهدوا، من أمثال خليل الدبس وسهيل طويلة ويوسف خطار الحلو وخليل نعوس وسهيل عبود وكثيرين غيرهم".

وختم: "أثبت ابو رزق على امتداد تجربته الاعلامية المتراكمة، امتلاكه قدرات استثنائية كأستاذ متمرس في إعداد وتكوين أجيال من الاعلاميين الذين انتشروا - وما يزالون - في عالم الاعلام الحزبي واللبناني والعربي. ومن واكب نشاطه الاعلامي عن كثب، يدرك تماماً ما تميز به من قوة إرادة وصلابة وقدرة على التحمل في مواجهة شتى أنواع المخاطر التي كانت تعترض العمل الحزبي الاعلامي في أزمنة الحروب الأهلية الكبيرة منها والصغيرة، وفي ظل الاجتياحات والغزوات الاسرائيلية التي وصلت الى العاصمة ولم تنج مقرات الحزب الاعلامية من عدوانها الأعمى وعبثها الحاقد. وفي كل المنعطفات البالغة الدقة التي تمخضت عنها هذه المخاطر، كان مثل ربان السفينة، صامدا، متيقظا، متهيبا، مستنفرا".

شاكر
بدوره، ألقى الرفيق الياس شاكر كلمة أصدقاء الراحل قال فيها: "في اللقاء ما قبل الاخير مع ملحم هنا في المتين بصحبة شلة من الزملاء والاصدقاء، والبعض منهم كانوا يشاركونه العمل، في الاعلام "مهنة البحث عن المتاعب" شاركهم في الاراحة من هذا البحث المضني حتى قبل ان ينضم المرض الى الامعان في اراحته. في ذلك اللقاء، في فترة هوادة كان المرض لا يزال يتيحها له بين علاج وعلاج، الح ملحم على دعوة الصحب الى القيام بجولة في المنطقة صعودا في اتجاه صنين. كانت عينا ملحم في تلك الجولة تشعان بسعادة طفل يسعد بدميته المفضلة اذ يطمئن الى انها لم تنزع منه، كان يستعيد على المشهد المرئي امامنا كل كان يحدثنا به في العاصمة تكرارا وبشغف عن المتين، وعن المتن عامة. كان يتوقف عند كل العالم في المشهد الجبلي الطبيعي منه والمستحدث، مشيرا اليه باليد وكأنه دليل سياحي متطوع حبا لهذه الارض، يرفض الانفصال عنها، لم يقل ابدا هذا ما حدثتكم عنه فلا تنسوه، لكننا كنا نسمع اصداء هذا القول تتردد في الارجاء ولا تزال بما فيه احيانا وقع الغصة المكتومة، اذ يرى ملحم فيها تشويهات".

وختم: "لا اروي ذلك كي اخبر اهل المتين كم كان ملحم يحب هذه الارض، فهم يعرفون، لانهم منها ويعرفونها كما عرفها واحبها، اروي ذلك لاننا في تلك الجولة لمسنا سر ملحم في حرصه المتزايد في سنواته الاخيرة على تمضية نهايات الاسبوع هنا في المتين، وكأنه يصعد اليها ليتزود بالروح التي تمكنه في بحر اسبوع جديد، من متابعة العمل في العاصمة في "البحث عن المتاعب"، الروح التي تمده بقوة الاستمرار في البحث عن المضني، لم يكن ملحم خصوصا في سنواته الاخيرة ليتخلف عن الصعود الى هذا النبع كل نهاية اسبوع، الا لأسباب قاهرة".

Labels: Lebanese Communist Party, Lebanon, Parties