"الشيوعي" يختتم أعمال المدرسة الحزبية المركزية لـ "دورة ثورة أكتوبر"بحفل تخرج الطلاب وتكريم للمفكر مهدي عامل
أقامت لجنة التثقيف المركزية في الحزب الشيوعي اللبناني حفل تخرج طلاب الدورة الثانية من المدرسة الحزبية المركزية (دورة ثورة أكتوبر)؛ وذلك في مركز الحزب الرئيسي في الوتوات.
افتتح الحفل بالنشيدين الوطني والحزب الشيوعي اللبناني. وقدمه عضو لجنة التثقيف المركزي ألكسندر عمار، ناقلاً اتصال من المناضل جورج إبراهيم عبد الله المعتقل في السجون الفرنسية وجهه أثناء حفل تخرج، متوجهاً بالتحية إلى قيادة الحزب الشيوعي ولجنة التثقيف المركزية وطلاب المدرسة الحزبية ومنوهاً لأهميتها في تكوين الوعي الثوري والتقدمي، والاستعداد الدائم للمواجهة متسلحين بالفكر والثقافة من أجل الحرية.
أقامت لجنة التثقيف المركزية في الحزب الشيوعي اللبناني حفل تخرج طلاب الدورة الثانية من المدرسة الحزبية المركزية (دورة ثورة أكتوبر)، وذلك في مركز الحزب الرئيسي في الوتوات.
افتتح الحفل بالنشيدين الوطني والحزب الشيوعي اللبناني. وقدمه عضو لجنة التثقيف المركزي ألكسندر عمار، ناقلاً اتصال من المناضل جورج إبراهيم عبد الله المعتقل في السجون الفرنسية وجهه أثناء حفل تخرج، متوجهاً بالتحية إلى قيادة الحزب الشيوعي ولجنة التثقيف المركزية وطلاب المدرسة الحزبية ومنوهاً لأهميتها في تكوين الوعي الثوري والتقدمي، والاستعداد الدائم للمواجهة متسلحين بالفكر والثقافة من أجل الحرية.
ديبة
بداية ألقى عضو المكتب السياسي في الحزب، سكرتير لجنة التثقيف المركزية د.غسان ديبة؛ كلمة دورة ثورة أكتوبر، استهلها بالترحيب بالحضور والشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه الدورة...
وقال "منذ البداية أردنا المدرسة الحزبية ألا تكون فقط مجموعة محاضرات بل مقررات منهجية في الماركسية والاقتصاد الماركسي والتجارب الاشتراكية في أبعادها النظرية والتطبيقية وفي الاقتصاد السياسي اللبناني وفكر مهدي عامل الذي أختار الخريجون اليوم تكريمه.
فيما علينا أن نعمل على تقوية المنهاج في السنة القادمة خصوصاً في مجالات الفلسفة الماركسية وفي دراسة فكر حسين مروة حول النزعات المادية في الفلسفة العربية-الإسلامية، لا بدّ من الإضاءة على بعض الأمور اليوم التي يمكن استخلاصها من تجربة المدرسة:
ديبة: المدرسة الحزبية هي إحدى الطرق لان يلعب الشباب دوراً أساسياً في تجديد الحركة الماركسية كما في الحزب
أولاً، في تأبين ماركس قال فريدريك إنجلز، الصديق والزميل الوفي، إن ماركس في حياته اكتشف اكتشافين علميين: الأول قانون تطور التاريخ الإنساني، والثاني قانون إنتاج القيمة الزائدة في الرأسمالية. إذاً علينا أن نستمر بالتأكيد اليوم أن الماركسية بالنسبة لنا هي علم وليست أيديولوجيا وبالتالي يجب دائماً أن تخضع للمنهجية العلمية والتجريبية.
ثانياً، أن فهمنا للماركسية كعلم تحتم علينا أن نحارب ضد كل أشكال إغلاق العقل ليس فقط من أجل الاكتشاف العلمي البحت، على اهميته القصوى، بل أيضاً لأسباب تتعلق بالتنظيم الحزبي والسياسي. يقول جورج لوكاش في كتابه حول لينين "أن كل دوغمائية في النظرية وكل تصلب في التنظيم هي كارثية على الحزب" كما لينين في تطبيق خلاق للماركسية "ان المسائل السياسية لا يمكن فصلها بشكل ميكانيكي عن المسائل التنظيمية وان أي شخص يقبل او يرفض التنظيم الحزبي البلشفي بمعزل عن اذا كنا نعيش في زمن الثورة البروليتارية يكون فهمه خاطئ تماماً".
ثالثاً، يقول ماركس "طاحونة اليد تعطيك المجتمع مع الإقطاعي وطاحونة البخار تعطيك المجتمع مع الرأسمالي". ماركس كان الحتمي التكنولوجي بامتياز فرأى في تطور القوى المنتجة المحدد الأساسي لحركة التاريخ. اليوم، والخريجون خصوصا، علينا أن نواكب التطور التكنولوجي لفهم تطور الرأسمالية ولتحديد آفاق نهايتها.
رابعاً، البعض يتساءل لماذا التركيز على الاقتصاد في المدرسة. بالإضافة للأسباب الواضحة، سأكتفي بالاستشهاد بلينين في أن "السياسة هي اقتصاد مركز".
خامساً، إن المدرسة الحزبية هي إحدى الطرق لان يلعب الشباب دوراً أساسياً في تجديد الحركة الماركسية كما في الحزب. والأمر الأخير يشدد عليه الأمين العام دائماً لكن ليس كما يفسره البعض على أنه تأجيج لصراع الأجيال بل لأنها قضية حيوية بالنسبة للحزب. فكما نرى اليوم ان الشباب في اوروبا وأميركا يلعبون الدور الأساسي في تجديد اليسار ليس فقط كوقود هذه الحركة بل في قيادتها وفي مرشحيها وفي ممثليها السياسيين، والأمثلة كثيرة هنا، على الشباب اليوم في الحزب أن يتقدموا الصفوف والمؤتمر الثاني عشر يجب أن يكون مفصليا هنا".
وتابع "لكن مع تحذير هنا للشباب فكما سأل جون ستيوارت ميل نفسه عندما كان شاباً: إذا تحققت كل الإصلاحات السياسية والاجتماعية التي تؤمن بها هل سيجعلك هذا انساناً أكثر سعادة؟
أخيراً، ومن أجل تحقيق هذه "الاصلاحات"، يقول ماركس ربما في أجمل ما قاله، في مقدمة نقد فلسفة الحق عند هيغل "أن سلاح النقد لا يمكن ان يستبدل النقد بالسلاح" ويضيف "والقوة المادية لا تسقط إلاً بالقوة المادية"... في الفكر الذي نتعلمه وعلى أمل ان ننتجه، علينا أن نكتشف كيف يتحول إلى قوة مادية وكيف ان نكون راديكاليين اليوم...وهذا بالشكل والمضمون لا يمكن أن يكون كما كان بالأمس.... فهذا دوركم اليوم... اقرأوا وثابروا وساهموا في انتاج سلاح النقد كما كونوا جزءاً من القوة المادية للتحرر الإنساني.. ولا تقعوا في سحر الماضي فالمستقبل لكم وهذا أفضل وفاء لمن سبقوكم وضحوا بكل شيء".
بزيع
أما كلمة الطلاب المتخرجين فألقاها محمد بزيع؛تطرق خلالها إلى "دورنا نحن كخرّيجين للمدرسة الحزبيّة المركزيّة فأكتفي بذكر ما سأحاول أن ألتزم به أو أصبو إليه في مسيرتي الحزبيّة:
أولاً: الإلتزام بكلّ ما تنطوي عليه الكلمةُ من مشقّات أحياناً واشتقاقات"، مستطرداً عن "الإلتزام كلازمة لجهد الرفاق الأساتذة البحثيّ والأكاديميّ وسائر الموارد الحزبيّ"، و"لإلتزام بعدم الاستكانة والاكتفاء بالمعرفة التي تلقّيناها إنما الاستمرار الدائم والسعي الحثيث لتطويرها وتحديثها وصقلها، إلى "الإلتزام التنظيميّ"..".
أيها الرفاق، لنكمل الدرب لا بعظمة الميراث بل بقوّة الاكتساب
كما عرض "ثانياً: الخطاب العلميّ" و "ثالثاً: الشيوعيّ في المجتمع. بقدر ما يبدو هذا العنوان عقائديّاً إلا إنه على العكس من ذلك تماماً لا يطمح إلى أكثر من كسر قيود المفاهيم الدوغمائية التي تقيّدنا وتُسقط علينا. ولئن كان ما نتعرّض له "كيّا للوعي" فإنه قد آن الأون لجعلكةٍ حميدةٍ لهذا الوعي. تكون بأديباتنا ولغتنا المخضّبة بالعلميّة وسلوكنا المرتكز على قيم النبل والنزاهة والانضباط والإيثار والتصميم والحريّة المتمايزة عن ضيق النزعة الفرديّة والرافدة في نهاية المطاف صلابةَ العمل الجماعيّ. وأن نبذل الجهد لبناء أنفسنا أفراداً منتجين بل متميّزين في ميادين عملهم وحيواتهم الخاصة كما الحزبيّة. كي نستحقّ عندئذ قول رفيقنا بابلو نيرودا: "نحن فضّة الأرض النقيّة، معدن الإنسان الحقّ".".
وتابع "أيها الرفاق الشيوعيون. والأخيرة دوماً هي الكلمة المفتاحية في هذا السياق. لو كان لي أن أقول جملة واحدة اليوم لكانت: أيها الرفاق، لنكمل الدرب لا بعظمة الميراث بل بقوّة الاكتساب"، موجهاً الشكر "للأساتذة الرفاق على جهدَهم وعملهم الدؤوب وحرصهم على حسن إعدادنا ووجودهم دوماً بجانبنا للإجابة على الأسئلة الكثيرة. والشكر موصولٌ للحزب وقيادته التي أتاحت لنا هذه الفرصة والتي نأمل أن تبقى وتزيد في دعمها للعمل الحزبيّ وأن تظلّ ممارسةً وحارسةً لفكرة النهر في حزبنا".
غريب
بدوره، ألقى الأمين العام للحزب حنا غريب كلمة وقال: "اسمحوا لي أن أتوقف بادئ ذي بدء عند إعلان دورتكم التثقيفية بمناسبة الذكرى المئوية " لثورة أكتوبر"، وفي ذلك له أكثر من دلالة وهدف:
أولاً: انه تعبير من جانبكم وهو سليم وصحيح، عن أهمية هذه الثورة التي طبعت القرن العشرين بطابعها الثوري الماركسي – اللينيني، لجهة الهدف الذي انطلقت من أجل تحقيقه وحاولت الوصول إليه ولم تتوصل لتحقيقه والمتمثل في بناء مجتمع اشتراكي وشيوعي بدون استغلال طبقي وهو هدف يعلو ولا يعلى عليه أي هدف آخر في خدمة البشرية جمعاء.
ثانياً:هو عهد التمسك بمتابعة النضال من أجل تحقيق الهدف التي قامت من أجله ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى وهو ما يلقي على عاتق الأحزاب الشيوعية وسائر التيارات الماركسية واللينينية في العالم ومنها حزبنا مهام جسام أولها النظر نحو الآفاق الواسعة لمستقبل تحقيق هذا الحلم في القرن الواحد والعشرين.
ثالثاً:التطلع بتفاؤل إلى مستقبل البشرية، من خلال التجارب التي يجري تطبيقها راهناً في الصين وكوبا والفيتنام وفي سائر البلدان التي وصلت إلى سدة الحكم فيها أحزاب يسارية وقوى ديمقراطية وتحررية وإلى نضالات الطبقة العاملة وحركات التحرر الوطني وانتفاضات الشعوب في منطقتنا العربية وفي العديد من البلدان، ونحن على ثقة تامة بأن كل هذه التضحيات لا بدّ أن تتكلل بالنجاح، ففي ذلك إثبات ملموس إن المجتمع الاشتراكي ليس حلماً يستحيل تحقيقه، بل هو هدف عظيم يستحق التضحية في سبيله ويمكن تحقيقه على أرض الواقع.".
وأضاف "وكم نشعر بالحاجة، كشيوعيين ويساريين لبنانيين، إلى التوصّل إلى قراءة جامعة للنظرية والممارسة الماركسية - اللينينية في زمن تعاني فيه بلداننا العربية من التبعية الاقتصادية والاجتماعية والتجزئة والاستبداد والافقار ومحاولات تجديد السيطرة الامبريالية والصهيونية وتصفية القضية الفلسطينية ونشر الغزوات والقواعد العسكرية وافتعال الحروب الطائفية والأتنية والتوظيف في الأنظمة العربية الرجعية والقوى الأصولية والظلامية".
وتابع "بالأمس خرج الحزب في تقييم نتائج الانتخابات النيابية باستنتاج مفاده ضعف علاقة أعضائه وتواصلهم مع الناس وهي مسألة خطيرة إن دلّت على شيء فهي تدل على ضعف علاقته مع العمال والمزارعين والأجراء والمتعطلين عن العمل وبشكل خاص مع الشبيبة العمالية والطلابية وهي القوى الأكثر ثورية في المجتمع".
كما أكدّ غريب على "أن إعادة الاعتبار للهوية والانتماء الفكري للماركسية واللينينية وللتثقيف الفكري بهما وبكل التجارب الثورية والتحررية في العالم أجمع هو واجب لامتلاك المعرفة وتحريك وجهة الصراع بالاتجاه الصحيح، هو هو صراع طبقي ضد الاستغلال والتبعية لقوى الإمبريالية والرأسمال المعولم وأدواته. وهي ما تقوم به مدرستنا الحزبية، إنه حجر الأساس في بناء الحزب وتحقيق وحدته الفكرية والسياسية والتنظيمية".
غريب: بالنسبة إلينا فالتثقيف ليس للتثقيف.. إنه سلاح المعرفة الذي به نواجه خصومنا الطبقيين
أيضاً وجّه غريب التحية للرفاق في اللجنة المركزية للتثقيف الحزبي وللطلاب الذين شاركوا وساهموا في نجاح هذه الدورة، مشدداً على "إن بناء الكوادر الحزبية من خلال المدرسة الحزبية هو الحلقة الأولى التي يجب أن تتبعها حلقات أخرى باتجاه توسيع النشاط التثقيفي في الحزب وتعميقه كماً ونوعاً وعلى كل الصعد والمستويات، وخاصة على مستوى حلقات التثقيف في القواعد الحزبية وللأصدقاء، فهي ستثمر بدون شك انتسابات جديدة إلى صفوف الحزب من الشباب والشابات بهدف تجديده، ودفعه قدماً لإنجاز مهمته في التغيير الديمقراطي نحو بناء دولة علمانية ديمقراطية مقاومة على أنقاض هذه الدولة المذهبية الطائفية".
واختتم قائلاً "بالنسبة إلينا فالتثقيف ليس للتثقيف، بل له دور ووظيفة، في تنمية قدرات الحزب الذاتية، فالمسالة التنظيمية هي مسالة فكرية وهي أساس الوحدة الحزبية. إنه سلاح المعرفة الذي به نواجه خصومنا الطبقيين، وبه نواجه الفكر الغيبي والظلامي الذي يعمل على تضليل العمال والمزارعين الأجراء وسائر الفئات الاجتماعية المهمشة والفقيرة.
إن النضال الاقتصادي - الاجتماعي غير كافٍ لرفع مستوى الوعي السياسي لدى العمال وأصحاب الحقوق وهو يحتاج لشرط التثقيف الفكري لأصحاب الحقوق من أجل تكوين قناعة لديهم بأن الحلول الجذرية لمشاكلهم هي حلول سياسية قبل أن تكون اقتصادية واجتماعية.
ختاماً، لا بدّ أن نتوقف عند ما يعنيه لنا هذا الاحتفال، فهو يتزامن مع احتفالات الذكرى الـ 36 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وبدء مسيرة التحرير من بيروت. فتحية لهذه المقاومة، لحزبها الذي أسسها. والتحية إلى كل الشهداء والجرحى والاسرى، ولكل الرفاق الذين كان لهم شرف المشاركة بهذه المسيرة، وعهداً على متابعة المسيرة من اجل التغيير الديمقراطي. ومبروك لنا جميعاً هذا التخرج".
حمدان
وللمناسبة، تسلمت عائلة الشهيد المفكر مهدي عامل درعاً تقديرياً من قبل الخريجين. ثمألقت أرملته السيدة إيفلين حمدان كلمة للمناسبة، هنأت خلالها الطلاب، موجهة الشكر لهم وللجنة التثقيف لدعوتها وقالت "نعم، لقد ولدت من نور فلسفة حسن/ مهدي، وما زلت أبحث في أعماقها المشعة في محاولة للوصول إلى كل إشارات وجوده اللانهائي.
حمدان: التثقيف السياسي للمناضلين مهم جداً، إنه الإسمنت الذي يبنيكم ويُوفر لكم الوعي والروح النقدية الضرورية للمعركة السياسية
ما أود قوله لكم: أنكم أنتم من ستقومون بتنشيط الحزب الشيوعي، وبنقل النَفَس الذي حمله مهدي عامل سابقاً خلال دوره التاريخي الذي امتلكه، إلى الحزب، وذلك بغية استكمال عملية الانتقال نحو الاشتراكية. لهذا السبب، فإن التثقيف السياسي للمناضلين مهم جداً، إنه الإسمنت الذي يبنيكم ويُوفر لكم الوعي والروح النقدية الضرورية للمعركة السياسية. فالحزب يحتاج إليكم ككوادر حذقة، حذرة، قادرة على إضاءة مسيرته الأيديولوجية".
وأضافت "لكن يجب أن تعوا بأن عليكم متابعة هذه العملية عبر العمل والتفكير الشخصي. هذه هي القواعد التي يجب توطيدها، وتوسيعها لكي تُقدم الإتساع والعمق لرؤيتكم السياسية. القراءة هي الوسيلة الحيوية لتحقيق هذا الأمر، والمحرك الرئيسي، والتغذية الأساسية للروح. في هذا السياق، أود ذكر العلاقة المذهلة بين مهدي والقراءة: مثل الماء الذي يشربه من قارورته ليروي عطشه الجارف. كان مهدي طوال حياته متعطشاً للقراءة، وقارئاً نهماً، إن في شبابه في فرنسا أو في قسنطينة أو في سنوات نضجه في بيروت حيث أنهكه العمل، فهو قارئ نهم. كان كل يوم يلتهم فصول عدة من كتب مختلفة؛ لا لحظة تمر دون توفر كتاب بين يديه، حتى عندما كان يطهو..".
وتابعت حمدان "عند حسن/ مهدي قيمة أخرى يمكن أن يُقدمها لكم: بالطبع هو رجل كتابة، وأنتم تدركون ذلك جيداً من خلال أعماله المكثفة والصعبة. لكنه قبل كل شيء رجل الكلمة. الحديث الشفهي هو الأساس عنده. علاوةً على ذلك، كانت أولى مداخلاته العامة شفهية في قسنطينة، في دوراته التمهيدية للماركسية في دروس تعليم الكبار المسائية، في جامعة بن باديس. وبالنسبة إليه فإن الكلمة الشفاهية هي وسيلة للتواصل. في قسنطينة، ذهب إلى الريف في شرق الجزائر المعزول جراء الحرب، واستمتع بالنقاش مع الفلاحين (رجال ونساء وأطفال). استعرض معهم الواقع الاقتصادي، والاجتماعي والسياسي للبلاد؛ كان يأخذ النقاش، أحياناً، بعداً تأملياً فلسفياً حول الحياة والموت. الكلمة اللفظية التي استخدمها طوال حياته، استخدمها ايضاً مع طلابه وأطفاله ورفاقه وزملائه. إنها الكلمات التي تُغذّي روح محاوره. الكلمة كاشفة، قدمت له المفاتيح التي تتيح تفكيك تعقيدات الواقع...".
وتوجهت إلى الخريجين بالقول "هو دوركم الآن، فإن واحدة من المهام الشجاعة والناجعة حقاً التي عليكم تحقيقها: اذهبوا للتحدث إلى الناس في قريتكم، في منطقتكم، علموهم فك رموز حقيقة الواقع الذي يغوصون فيه، تتبعوا خيوط مقاومتهم ضد أولئك
الذين يخنقونهم. أنتم من تلقيتم المعرفة، عليكم الآن أن تنقلونها. اجعلوا كل مَن حولكم يدرك ماهية شِباك اضطهادهم، أكشفوا لهم الأفخاخ التي تسعى القوى الرجعية أسرهم بها، وحددوا منهجية النضال للوصول إلى تحقيق تحررهم.
لأن كلمة مناضلي الحزب تتحول إلى فعل. هنا مرة أخرى أستحضر شخصية مهدي الذي لا تنفصل عنده الكلمة، الشفهية والمكتوبة، عن الممارسة. الكلمة والممارسة يرتبطان ببعضهما بعضاً، ويتشابك أحدهما بالآخر في تحالف مهيمن يقود الإنسان الملتزم نحو الثورة. معاً، عندما يلتحم كل واحد منكم برفاقه، تشكلون سلسلة بإمكانيات ثورية هائلة، قادرة على نقل الواقع السام، المميت (حامل الموت) إلى عالم جديد، عالم التغيير، عالم العدالة والتضامن والإنسانية. ستكونون أنتم بناة لبنان المستقبل. متحدون في الحزب الشيوعي، الحزب الطليعي الحقيقي، سوف تنخرطون في عملية الثورة الوطنية الديمقراطية التي تنتظرها جميع القوى الحية في البلاد".
· واختتم الحفل بتسليم الشهادات للخريجين مع صور تذكارية، وحفل كوكتيل.
المكتب الإعلامي للحزب الشيوعي اللبناني
بيروت 31/8/2018
Data
Title: "الشيوعي" يختتم أعمال المدرسة الحزبية المركزية لـ "دورة ثورة أكتوبر"بحفل تخرج الطلاب وتكريم للمفكر مهدي عاملLink: http://www.lcparty.org/index.php?option=com_content&view=article&id=17065:qq-q-q-
Source: الصفحة الرئيسية
Organization: wmatta@assafir.com (الادارة)
Date: August 31, 2018 at 11:35AM
Actions
Translate original to: En | Es | Fr | De | Pt | Gr | Ca | +Share original with: Twitter | Facebook | Google +
Labels: Lebanese Communist Party, Lebanon, Parties