مقتطفات من التقرير السياسي للحزب الشيوعي السوداني
مجانية التعليم
تتزايد عدد المدارس خاصة مدارس الأساس التي يجلس بعض طلابها على الأرض دون كتب دراسية للتلاميذ، وأختفى بشكل كامل التعليم المجاني، رغم ادعاءات الحكومة، وظل التلاميذ والطلاب يدفعون مصاريف ورسوماً مدرسية تحت مسميات مختلفة.
لم يعد التعليم الحكومي مجانيا وأصبح عبئا جديدا يضاف لنفقات المعيشة والسكن والكهرباء والمياه، والرسوم المحلية من عتب ونفايات وفاتورة الصحة والدواء. وانخفض نصيب التعليم في الميزانية العامة من أعلى نسبة له خلال الديمقراطية الثانية في عام 1966/1967 عندما بلغ 17.4% من نسبة الانفاق العام ليصل في ميزانية 2001/2002 إلى 6.9% ويصل في ميزانية 2013 ل 2.2% ومهما يقال عن نقل أعباء التعليم العام المالية للولايات فإن البنك الدولي قد أوضح أن السودان يصرف 13.2% من المنصرفات العامة على التعليم وهذا أقل مما يصرفه جيرانه، حيث تصرف تشاد 15.6% وأثيوبيا 18.8% وكينيا 29%، بينما تصرف ساحل العاج 25.8% وليسوتو 33.8% ولا يمكن مقارنته بدول أفريقية أخرى مثل المغرب 29.3% وتونس 34.8%. وإذا نظرنا لنسبة ما يصرف على التعليم لإجمالي الإنتاج الأهلي فنجد السودان أيضا يحتل ذيل قائمة الدول المذكورة اعلاه، إذ يصل ما يصرفه على التعليم إلى 2.9% من إجمالي الناتج الأهلي، وهو أقل مما تصرفه تشاد 3.1% وأثيوبيا 5.5% وكينيا 7% وساحل العاج 4.4% وليسوتو 13.2% والمغرب 5.5% وتونس 7.1% وذلك وفقا لأرقام البنك الدولي.
أدى إنخفاض ما يصرف على التعليم العام إلى خلل في تركيبة المصروفات، وتشكل أجور المعلمين 76% من مجمل ميزانيات التعليم وتصرف ال 24% على الكادر غير التعليمي وعلى احتياجات عملية التعليم. بل أن هذا الخلل يتضح تماما في التعليم الأولي الأساسي حيث ما يصرف على العملية التعليمية من وسائل وأدوات وكتب... ألخ لا يزيد عن 5% وفقا لدراسة أعدها البنك الدولي.
إن وضع التعليم في الولايات وعدم صرف المعلمين لمرتباتهم وجلوس طلاب الأساس على الأرض وانعدام الكتاب المدرسي الذي ظل يباع ويملك للتلاميذ بدلا عن تدويره، يوضح أن التعليم لا يمثل اولوية في صرف الولايات.
إن مجانية التعليم العام هي الخطوة الأولى لديمقراطيته وجعله إلزاميا ومتاحا لكل الأطفال في سن التعليم فما زال 31% من الأطفال في سن تعليم الأساس لا يستوعبون في التعليم الأساسي و28% فقط يستوعبون في التعليم الثانوي.
- التوزيع غير العادل لخدمات التعليم:
ان نسبة الاستيعاب الكلي للأطفال في سن التعليم في الولاية الشمالية تصل الى 93.3% وفي الخرطوم 90.5% وفي ولاية النيل 87.6% فهي في شمال كردفان تصل 69.8% وفي جنوب كردفان 56.6% وفي شمال دارفور 76.2% وفي جنوب دارفور 69.6% وفي غرب دارفور 67.1% وفي البحر الأحمر 69.4% وفي كسلا 67.9% وفي القضارف 72.1%. إن هذا التفاوت يمتد لنسب المعلمين للتلاميذ أيضا مما يؤثر على جودة التعليم. تعتبر نسبة الطلاب للمعلم في جنوب دارفور هي أعلى نسبة في البلاد حيث تبلغ 75 تلميذا للمعلم الواحد وتليها شمال دارفور 50 تلميذا للمعلم وغرب دارفور 45 تلميذا للمعلم، بينما هي في الشمالية 20 وفي النيل 21 وفي الخرطوم 27 تلميذا للمعلم.
- مناهج لا تطور قدرة التلميذ على التعلم:
تدنى المناهج و حشوها بالمواد وبالمعلومات التي تنشْىْ التلميذ على الحفظ بدلا عن التفكير الخلاق مثل إعطاء التلاميذ سور قرآنية أكبر من استيعابهم، و تلقنهم معلومات بدلا من وضع مناهج للتعلم والاعداد لمستقبل الحياة. هذه المناهج وضعت بهدف صياغة التلاميذ والطلاب وفقا لفكر جماعات الاسلام السياسي القائم على التطرف الديني والكراهية.
لم تراع كثرة المقررات طول العام الدراسي او ندرة المعلمين المدربين لتدريسها او القدرة الاستيعابية للطلاب او تأهيل الطلاب للمرحلة الدراسية التالية أو للانخراط في الحياة العامة والاستفادة مما تلقوه، إما في سوق العمل أو لتطوير حياتهم الخاصة، كما وغابت التربية الرياضية والمكتبات المدرسية والفنون والمسرح المدرسي.
- التعليم الخاص والبحث عن الربح:
لقد حل التعليم الخاص الذى قصد منه جنى الربح الوفير محل التعليم الاهلي ذي الاهداف القومية السامية, اذ ان حوالى 6% من تلاميذ التعليم العام يدرسون بمدارس خاصة برسوم دراسية عالية ويبلغ عدد المدارس الخاصة بمرحلة الاساس 1771 مدرسة منها 676 مدرسة بالخرطوم.
- ديمقراطية التعليم العام هي الحل:
مثل مشاكل السودان الأخرى، فإن إصلاح التعليم العام مرتبط بديمقراطيته في مجال تعميمه ومرجانيته، وفي مجال إدارته باشراك الآباء والأمهات والمعلمين، وفي مجال مناهجه التي تعد تلاميذ وطلاب يمتلكون مناهج علمية للتعلم وللبحث عن الحقيقة ولتطوير إمكانياتهم الذاتية، وما تراجع الحكومة بإضافة عام دراسي للسلم التعليمي إلا دليلاً على فشلها وتخبط سياساتها التعليمية.
ديمقراطية التعليم المرتبطة بتنمية متوازنة هي طريقنا لحل مشاكل التعليم بما في ذلك التوزيع العادل للخدمات التعليمية، وتعويض مناطق الحرب والمناطق الاقل نموا عن الظلم التاريخي الذى حاق بأبنائها في مجال التعليم .
*موقع الحزب الالكتروني
Data
Title: "الشيوعي" السوداني: إصلاح التعليم العام مرتبط بديمقراطيته في مجال تعميمه ومجانيتهLink: http://www.lcparty.org/index.php?option=com_content&view=article&id=16715:qq----------
Source: الصفحة الرئيسية
Organization: wmatta@assafir.com (الادارة)
Date: July 25, 2018 at 01:44AM
Actions
Translate original to: En | Es | Fr | De | Pt | Gr | Ca | +Share original with: Twitter | Facebook | Google +
Labels: Lebanese Communist Party, Lebanon, Parties