بيان صادر عن منظمة الحزب الشيوعي في الشيخ محمد

 

أبناء بلدتنا الكرام
الوضع في بلدتنا يتفاقم على أكثر من صعيد بحيث أصبح التغاضي عنه تسليماً بواقع علينا أن نرضخ له، شئنا أم أبينا، كما يوحي لنا بيان أصدره أحد قادتنا الكبار في مجلس بلديتنا الموقر يردّ فيه على مثقّف من قريتنا تجرّأ وتوجّه إلى البلدية يطلب منها الإسراع في انقاذ البلدة من الوضع المزري الذي تعيشه منذ أشهر بين الحفر والغبار والأتربة المتراكمة.
بعض ما ورد في كلام هذا "المسؤول"، من موقعه العالي: " إن الأشغال كانت ولم تزل تحت إشرافنا شئتم أم أبيتم، فلا تتباطحوا مع أسيادكم فتظلون تحت الأقدام..."
فبدل أن يسارع هذا " السيّد" إلى محاورة هذا الشاب المهذب ذي المستوى الرفيع من العلم، وجّه نحوه الشتائم، كما جرت عادته مع الآخرين باعتبارهم " الحثالة والأذناب" حسب تصنيفه للبشر الذين لا يجري في عروقهم الدم الأزرق مثله.
يتباهى شتّام عصره بأشغال تقوم بها البلدية، وكأنها جميعها من بنات أفكاره ومن تصميم وتخطيط المجلس القائم. فلو راجعنا برويّة وبموضوعية كل ما قام به المجلس البلدي الحالي الذي هو امتداد للمجلس السابق، وما يقوم به حاليا، لا نجد سوى مشاريع ومخطّطات وضعت قديما في المجالس السابقة ويجري متابعتها وإنجازها. عفوا إذا سهونا عن الجديد الذي لم تعرفه المجالس السابقة في التعاقد الواسع غير الضروري والتنفيعات لغير المستحقين، والافراط في صرف الأموال في الاحتفالات والمهرجانات والتصدّر أمام الكاميرات ووسائل الإعلام.
لماذا هذا التسرّع غير المبرّر، ووَصل الليل بالنهار لإنجاز " القصر البلدي"، على حساب مشاريع أخرى قد يكون بعضها أكثر حاجة وأهمية منه؟ أين الشفافية المالية التي كانت تعتمدها مجالس البلديات السابقة بالإعلان عن المداخيل وأبواب الانفاق؟ وأين اللقاءات الدورية مع أهالي البلدة التي تُناقَش فيها المشاريع المنوى إنجازها للإفادة من الآراء المختلفة، واختيار الأفضل والأنسب؟
ألم تجدوا مشروعاً مهمّاً ينطلق من ملكية البلدية لمساحات شاسعة من العقارات، ما تفتقر اليه جميع بلديات عكار، وتحويل بعضها إلى مساكن شعبية خاصة لمن اضطر أن ينزح عن القرية لتأمين بيت لم يستطع الحصول عليه في قريته؟ مثل هذه المشاريع فائدتها أعم وأجدى وتحافظ على المشاعات من القضم والانقراض وتربط أبناء القرية بجذورهم و بوطنهم.
رغم تحفظنا على السياسة المالية المعتمدة في المجلس البلدي الحالي، وعلى طريقة أدائه خاصة بالعلاقة المتوترة بين بعض أعضائه وقد وصلت إلى التشابك والضرب في أكثر من مناسبة، لكننا كنا نسعى عبر من يمثلنا فيه إلى ضبط الأمور وتصويبها لتأخذ مجراها الصحيح، وطرح المشاريع الأكثر جدوى فيلقى طارحوها كلاما معسولا واعدا، تليه مراوغة وتهرب من التنفيذ ينتهي إلى الإهمال والنسيان.
أما من يتجرّأ على توجيه نقد مهما صغر حجمه، من داخل المجلس، أو خارجه من المواطنين العاديين أو من مختار منتخب شعبيا، فيجابه بشتائم من العيار الثقيل لتطبّق سياسة كم الأفواه على الجميع دون استثناء.
هذه السياسات دفعت رفيقنا المهندس حسّان عاصي، إلى تقديم استقالته من المجلس البلدي، وكان قد لوّح بها أكثر من مرة ثم كان يتراجع نزولاً عند رغبة مؤيِّديه ولا سيما منظّمتنا الحزبية، حفاظا على وحدة المجلس ووجوده، إلى أن طفح الكيل، وحتى لا يتحوّل هذا الكادر الشاب إلى شاهد زور، أو رقم زائد، كان قراره الصائب بالتنحي عن موقعه بلا عودة.
عسى أن تؤدي هذه الخطوة إلى صحوة تذكِّر الجميع بما يمكن أن تدفع المواقف المتشنجة الأمور إلى الإساءة بالمصالح العامة والخاصة، والتجربة السابقة لبلدتنا ومجلسها البلدي ليست ببعيدة، والاعتبار بما يجري في أقرب البلدات إلينا تجعل المعنيين عندنا يعيدون التفكير توصّلا لاعتماد نهج يحسّن الوضع وينقلنا إلى واقع أفضل، وهذا ما نتمناه ونسعى إليه.


13|6| 2018

 

Labels: Lebanese Communist Party, Lebanon, Parties