شُيّع أمس المناضل وسام ديب في بلدته القرية في قضاء الزهراني، بمشاركة واسعة من الأهل والمحبين والأصدقاء وكانت كلمات تأبينية بإسم تيار المجتمع المدني والتنظيم الشعبي الناصري والحزب الشيوعي اللبناني، الذي ألقى كلمته عضو المكتب السياسي د. عمر الديب وقال فيها:
"كم كان رحيلك هادئاً، بعكس وجودك الصاخب في هذه الدنيا. عرفنا منذ أيّام فقط أنّ "الأستاذ وسام" بحاجة لمتبرعين بالدم، بعد أن تبرّع هو طوال حياته للناس وللمجتمع بالمعرفة والتربية والفضيلة والعطاء. وما لبثنا أن تفاجأنا بخبر رحيلك، حاملاً معك أحلاماً ورديّة بحياة أفضل لمجتمعك، وإرثاً إنسانيّاً سيبقى نبراساً لمن عرفك وعمل معك.
عرفناك من خلال لقاءات ونقاشات سياسية واجتماعيّة، وكنت لنا صديقاً نعتزّ بمسيرته. لكنّنا عرفناك أيضاً، من خلال طلّابك، مربيّاً نموذجياً خرّج أجيالاً وأثّر فيها وصقل أفكارها ودفعها قدماً على درجات أفكار العدالة والمساواة. عشرات قالوا عنك أنّك ساهمت في زرع بذور تقدميّة في وعيهم فنمت بذور زرعك في شباب علماني وطني بعيد عن المذهبية والطائفية وعن الفساد والإفساد. سألتُ أحد طلابك بماذا كان يحدّثكم الأستاذ وسام وكيف كان يؤثّر بكم؟ فقال كان يقنعنا لأنّه مثال واضح ونموذج صالح، تحبُّه وتحبّ أفكاره وممارسته فتطمح أن تكون مثله. قالوا أنّك قدوة اجتماعية. وقالوا كان أستاذاً يعلّم مفاهيم المواطنة والمساواة والعدالة، وكان يحدّثنا عن العلمانيّة كلّما سنحت له فرصة. تكلّم كثيراً عن بناء الدولة العادلة الراعية، وعن أنّ الفساد ثقافة سياسيّة كرّستها السلطة لتأمين استمراريتها، وأنّ وقف الفساد لا بدّ أن يكون بتغيير النظام الطائفي نحو الدولة العلمانية الوطنية العادلة.

عملت في تيار المجتمع المدني، فكنت خير مكمّل لمسيرة المناضل الراحل الكبير المطران غريغوار حدّاد، وربّما كنت تشبهه في تلك الصفات الإنسانية المرتبطة بالعطاء والتسامح وحبّ الآخرين، وفي رؤيتك ووضوحك ونضالك بوجه كل الصعاب من أجل إعلاء الأفكار الصحيحة التي تؤمن بها. وعملت في محطات نضالية كثيرة منها "حملة بلدي بلدتي بلديتي" التي فرضت على الدولة إجراء الانتخابات البلدية عام 1998، بعد أن أهملت ذلك رغم انقضاء عقد على انتهاء الحرب الأهليّة. الحزب الشيوعي اللبناني عمل معك ومع مئات المناضلين الشرفاء أمثالك في هذه المحطّات الهامة، وهو فخور بك وبصداقته معك ومع كل المناضلين والعلمانيين والوطنيين والشرفاء في هذا البلد.

ترحل اليوم يا وسام، وتغادر هذه الحياة، وتترك وراءك إرثاً نعتزّ به كلنا، أهلك الأخيار وعائلتك وبلدتك وأصدقاؤك وزملاء النضال. تترك لنا برحيلك، إرثاً من الاستقامة والشهامة ومن الكفاحية والنضالية. تتركنا فنشعر بالأسى واللوعة، ولكن أيضاً بالافتخار والعزّة بما تركته لنا مسيرتك الوضّاءة. بإسم قيادة الحزب الشيوعي اللبناني وأعضائه، وبإسم أمينه العام حنا غريب، نتقدم إليكم بأحرّ التعازي."

 

Labels: Lebanese Communist Party, Lebanon, Parties