الوجوه الجديدة !..

 

كتبت هناء مروة عبر صفحتها الشخصية على موقع الفيسبوك: "الوجوه الجديدة...!" عنوان لمقالة كتبها الشهيد حسين مروة في جريدة "النداء"، تحت زاوية " لكل يوم “، بتاريخ 9 نيسان 1964، أنقل مقتطفات منها:

تسود المعركة الانتخابية الحاضرة في لبنان ظاهرة لم ترها معركة انتخابية سابقة قط.. هي ظاهرة السأَم الشعبي العام من معظم الوجوه العتيقة التي نخرها سوس "الاستعمال" غير النافع بل كثير الأضرار..
هذا السأَم ليس من علائم "المرض"، كما يجب أن يفسّره أنصار العتيق البالي، وإنما هو أولى علامات العافية، أولى تباشير الوعي..
ففي تربة السأَم هذا تنبت بذرة التطلّع إلى "الوجوه الجديدة"، ويبدو أنّ البذرة قد نبتت بالفعل، فالتطلّع إلى الجديد هو طابع المعركة في الأغلب، ولكنّ هذا الطابع - رغم ما يحتويه من تباشير الوعي والعافية - تشوبه أوهام، بعضها من تركة موروثة، وبعضها من أضاليل ناس ينسون أنفسهم في "الجديد" الذي يتطلّع إليه شعبنا تحت وطأة السأَم من استمرار القديم المنخور..
صحيح أن جماهير شعبنا - وهي تتململ بثقل الكابوس وتتحفّز لتلقي به إلى جهنم الحمراء - تدير أعينها الآن في جوانب المعركة الانتخابية باحثةً عن "الوجوه الجديدة" عسى أن تجد عندها النجدة للخلاص، للتحرّر من "مركّبات" القديم وأصنامه وعبودياته..
أيكفي أن هذا المرشح أو ذاك ينزل إلى المعركة الانتخابية أول مرة، حتى يكون من نوع "الجديد" أو "الوجوه الجديدة" ؟.. من هنا ينبع بعض الأوهام.. لذلك ينبغي لجماهيرنا الطيبة أن تدرك بكل وضوح أنّ بين "الوجوه الجديدة" من هم ورَثة القديم ذاته (فكيف بالورثة الحقيقيين الذين يجيئون بالتوارث العائلي وما أكثرهم الآن، كما نشهد في أيامنا الحاضرة...؟؟ وأضافت مروة ) وهم أشدّ ثقلاً وضغطاً على مصالحها ومطامحها من ذلك القديم وورثته معاً ممّن يمثّل مصالح البنوك وأهدافها الاستعمارية، ومن يمثّل الاحتكار والمحتكِرين وأهدافهم، ومن يمثّل السفارات الأجنبية وبعض المؤسسات الرجعية التي يسند الكابوس القديم، أو تريد إرهاق الشعب بكابوس جديد أشدّ هولاً وأعظم ثقلاً.

ينبغي لجماهير شعبنا الكادحة الطيبة أن تعرف أن "الجديد" الذي تنشده هو ما يمثّل مصالحها ومطامحها، وأن تحذر الوجوه المقنّعة بقناع "الجديد"، وأن تكشف هذا القناع عن كل وجه يدّعي أنه جديد، وهو من المعدن القديم ولكن بصورة جديدة..
على هذه الجماهير أن تبحث - إذن - عن الوجه الجديد الذي يخوض المعركة وهو يحمل بدمه وشعوره وتفكيره قضية الفئات والطبقات الشعبية الكادحة، فذلك هو الوجه الجديد الذي تنهض هذه الفئات من تحت كابوس السأَم لتختاره ممثّلاً مصالحها وأهدافها تمثيلاً صحيحاً سليماً حقيقياً..
ذلك هو مقياس الوجوه الجديدة في المعركة الحاضرة، يا جماهير شعبنا الكادحة، الطامحة إلى الجديد  ...

 

 

 

 

 

 

 

Labels: Lebanese Communist Party, Lebanon, Parties