خرجت مؤسسة قطر قبل أيام بحلقة جديدة من مسلسل التطبيع، ففي الخامس من مارس قامت المؤسسة بإستضافة البروفيسور الصهيوني آلان دورشويتز، والذي لم يدخر جهداً في محاولاته لتبرير ممارسات جيش الاحتلال على الفلسطينيين أطفالاً وبالغين، ولم يخفي يوماً صهيونيته بل هو فخور بها كما صرح بذلك أثناء محاضرته التي ألقاها في المدينة التعليمية في قطر، عقب انسحاب عدد من الطلبة ورفع العلم الفلسطيني تعبيراً عن رفضهم لهذه الاستضافة.
وسنقوم في هذا (البيان) بالرد على الادعاءات التي سيقت من أجل تبرير هذه الاستضافة:
عليه فإن السؤال الأول هو أليس من الأجدر أن يكون الاعتراض على الأفكار والآراء وليس على انتماءات الأشخاص؟
إن من أولى الاعتراضات التي أتت حول رفض استضافة الصهاينة في قطر كانت كالآتي: إن الشباب المناهض للتطبيع يعارض انتماءات الأشخاص ولا يعارض على أساس فكري، وعليه نقول بأن الصهيونية موقف فكري، والعنصرية موقف فكري، والنازية موقف فكري، وعليه حينما يقول شخص ما بأننا نعارضه من أجل “ًصهيونيته” هذا يعني إما أنه جاهل بماهية الصهيونية كهوية تستند على محتوى فكري، وأنها فكرة قبل أن يتبناها عدد من البشر، وبالتالي هي فكرة في الأساس، أو أنه جاهل بطبيعة المعارضين للمشروع الصهيوني وأفكاره العنصرية. الصهيونية ليست موقف “عادي” يتبناه الفرد، وإنما هي مجموع تراكمات فكرية، صنفت من قبل كحركة عنصرية حسب القرار رقم ٣٣٧٩ للأمم المتحدة والذي تم اعتماده لستة عشر سنة منذ عام ١٩٧٥ حتى تم إلغاؤه عام ١٩٩١ بسبب احتجاج دولة الكيان الصهيوني.[1]
أما الحجة الثانية وهي الأبرز والأكثر تكراراً كانت حول أن الاستضافة وإتاحة المجال لدورشويتز تندرج تحت مظلة حرية التعبير، أليس لدى الجميع حق التعبير عن أفكارهم؟
وهنا يأتي الرد على أكثر من مرحلة، أولاً أن هناك اختلاف شاسع بين حرية التعبير وخطاب الكراهية فحرية التعبير ليست مطلقة، لأن تبرير المجازر بحق شعب ما، لا يمكن أن يمرر تحت مظلة حرية التعبير، بل عنصرية وفاشية ومحلها الاصطفاف خلف أي خطاب متطرف. ثانياً إن ما يتم من خلال إعطاء الصهاينة منابر للتعبير، ليس إعطاء مجال للتعبير عن رأي أو فكرة عنصرية وحسب بل كان منبراً قدمته مؤسسات الدولة، لهؤلاء الصهاينة وفي المقابل لم تمنح هذه المساحة للطلبة المناهضون والرافضون لهذه الفكرة والمناصرين للقضية الفلسطينية من أجل التعبير بذات الحرية المطلقة عن أفكارهم ونشرها. بالإضافة لحقيقة أنه يوجد فرق كبير بين أن ترعى الدولة أو جهة رسمية خطابًا للكراهية، وبين أن يعبر فردًا عن عنصريته، وطائفيته إلخ…
ثالثاً هل من الأخلاقي محاولة خلق حجج أخلاقية لما هو غير أخلاقي؟
لطالما سخر الصهاينة جهودهم الأكاديمية لخلق مبررات أخلاقية لسياسات الكيان الصهيوني، فعلى سبيل المثال، سبق أن نشر دورشويتز مقال يصرح فيه بجواز تدمير قرى فلسطينية انتقاماً من الهجمات التي يصفها بالـ “الارهابية” ضد الكيان الصهيوني، وأضاف “ستكون مقايضة مقبولة أخلاقيا حتى إذا كان يجب التضحية بملكية بعض المدنيين الأبرياء في هذه العملية”.[2]
موقفنا وتحركاتنا القادمة
إننا في مجموعة شباب قطر ضد التطبيع نرفض التطبيع الثقافي والأكاديمي مع المحتل وكل داعم له بوصفه حق في التعبير، فقد دأبت المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية على توظيف مواردها لقمع الشعب الفلسطيني، كما تشارك في خلق نظام الفصل العنصري في نظام التعليم، بوضع اختبارات متحيزة ثقافياً للقبول، ونتيجة لهذه السياسات يمكن ملاحظة التباين بين عدد الطلبة الفلسطينيين والإسرائيليين، إذ يشكل الطلبة الفلسطينيين أقل من ١٠ ٪ من إجمالي عدد الطلبة، في حين يشكل المواطنون الفلسطينيون أكثر من ٢٠٪ من السكان الإسرائيليين.[3]
أخيراً، إننا نرفض رفضًا تامًا، أن يتم التبرير خطاب الكراهية باسم حرية التعبير، ودعوانا هذه ليست دعوى لسجن ومعاقبة مروجي خطابات الكراهية، لعلمنا أن مثل هذه الدعاوى قد تستغل بطريقة سلبية، لكننا نشدد على رفضنا استضافة الصهاينة المتطرفين في بلادنا، الذين لم يسأموا من شرعنة القتل والعنف بحق الأبرياء، وأن يتم إعطائهم منابرًا من أرضنا وفي مؤسسة تعليمية لنشر سردية المحتل المنتهكة لحق الإنسان، والأرض والحياة الفلسطينية، ونشدد على أهمية التفريق ما بين تعبير الفرد عن صهيونيته، وبين رعاية الدولة لصهيونية الفرد.
أما بعد، فنحن نعلن بأننا سنقوم بتنظيم ورشات عمل، ومحاضرات قادمة للحديث عن المقاطعة الأكاديمية للكيان الصهيوني وأهميتها ومدى فعاليتها، وندعوكم من هنا للانضمام إلينا ومتابعتنا على حسابنا على تويتر للإطلاع على آخر المستجدات: https://twitter.com/QAYON
Data
Title: بيان استنكار حول استضافة الصهاينة باسم حرية التعبيرLink: http://www.lcparty.org/index.php?option=com_content&view=article&id=15668:2018-03-13-22-11-03
Source: الصفحة الرئيسية
Organization: wmatta@assafir.com (الادارة)
Date: March 13, 2018 at 11:03PM
Actions
Translate original to: En | Es | Fr | De | Pt | Gr | Ca | +Share original with: Twitter | Facebook | Google +
Labels: Lebanese Communist Party, Lebanon, Parties