زار وفد من "لجنة احياء ذكرى صبرا وشاتيلا" مقر الحزب الشيوعي اللبناني الرئيسي في بيروت، ضم حوالي ال ٣٥ شخصاً من عدد من الدول الأوروبية.
والتقى الوفد الأمين الرفيق حنا غريب، الذي تطرق خلال اللقاء الى التحذيرات الأمنية التي بثتها بعض السفارات في لبنان عشية تحضيرات الحزب للاحتفال بالذكرى ال ٣٥ لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وكيفية اصرار الحزب على بقاء مسيرة الاحتفال ب ١٦ ايلول والمهرجان ومدى نجاحهما.
كما تطرق إلى سياسة ترامب والولايات المتحدة الأميركية التي تعمل للحفاظ على موقعها برئاسة النظام العالمي وحدها دون شريك، وسط قوى صاعدة ترفض هذا النظام الاحادي القطبي ومطالبتها بنظام عالمي جديد متعدد الأقطاب وان تكون شريكة بموقع القرار،  متناولاً تصعيد التهديدات الاميركية لكوريا الديمقراطية وفنزويلا وإيران.. وقال "نحن نشارك حالياً بالمؤتمر التضامني مع فنزويلا المنعقد  ضد الهجمات الاميركية عليها".
ورأى غريب ان "الوضع لا يشجع او يؤشر لنيل شعوب المنطقة حقوقها، وذلك نتيجة تراجع دور القوى التقدمية والعلمنية"، مشدداً على ضرورة تجذير المواجهة اكثر لمواجهة أنظمة العمالة المتواطئة.
وأضاف "نحن لسنا بحاجة الى مقاومة لتحرير الارض، بل الى مقاومة تتجاوز تحرير الارض بتحرير شعوبنا العربية من الأنظمة الديكتاتورية وتحرير الانسان الذي حرر هذه الارض من الطائفية والمذهبية والإثنية والفقر والتمييز الاقتصادي والاجتماعي، خاصة ان منطقتنا استراتيجية وتختزن العديد من الثروات ولكنها للاسف منهوبة، ولذا علينا اعادة ووضع الثروات المنهوبة في المنطقة لخدمة التنمية بالعالم العربي".
وعرض غريب بعض المخطات التي تعتمدها اميركا لتنفيذ مشروعها وعلى سبيل المثال مصر، "الضغط الاقتصادي على مصر يعتمد كي تبقى البلد فقيرة. وتنازل مصر عن جزيرتي صنافر وتيران هو سياسة اعتمدت لتسهيل التطبيع للسعودية مع "اسرائيل" خاصة لقربها من ميناء إيلات والذي يخطط لتوسيعه، واذا نجح هذا المخطط سيكون على حساب قناة السويس وايضاً لمد العدو بأنابيب الغاز والنفط".

ودعا غريب  الى انشاء أنظمة بديلة لمواجهة توسيع الصراع في المنطقة وذلك  عبر طرح "الحزب الشيوعي اللبناني بإقامة المقاومة العربية الشاملة ، فالبندقية ليست هي التي تقود القرار السياسي، بل القرار السياسي هو الذي يوجه البندقية . فتحرير القرار السياسي من التبعية وتحرير القرار الاقتصادي والاجتماعي هو مشروع شامل بالسياسة والاقتصاد اضافة الى التحرير بالمقاومة المسلحة . وهذا ما نقوم به عبر تجميع القوى التقدمية  العربية ، ولاسيما التي كان لها جذوراً شهدناها مؤخراً في الانتفاضات الشعبية"، داعياً الى ضرورة ان تكون فلسطين هي البوصلة، وان يتقدم الصراع العربي الاسرائيلي على كافة الصراعات المتواجدة في المنطقة ".

وعرض غريب لمحات عن تأثير هذه الصراعات وانعكاساتها على الشأن اللبناني الداخلي.
وقدم غريب للوفد لمحة عن الوضع اللبناني ولا سيما واقع الانتخابات النيابية وسياسة التمديد المتبعة وقانون الانتخابات الهجين، مؤكداً تمسك الشيوعي بالنسبية وخارج القيد الطائفي وضمن لبنان دائرة موحدة، واستعداده لمواجهة هذا النظام الطائفي عبر تجميع القوى الوطنية والتقدمية.

باسكاوالي
بدوره، ألقى غوستافو باسكاوالي  عضو الهيئة الإدارية في لجنة كي لا ننسى صبرا وشاتيلا كلمة باسم الوفد، موجهاً التحية للحزب الشيوعي والأمين العام. وقال "هذه اللجنة  تزور لبنان منذ العام ٢٠٠٠ للمشاركة في احياء ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا . وفي كل مرة كنا نلتقي مع الحزب الشيوعي وأمينه العام، ونحرص على المشاركة باحتفالات انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وتحرير بيروت وهذا دليل على متانة صلتنا".
وقال "نقدر التحليل الذي قدمه الحزب الشيوعي اللبناني على المستوى العالمي والعربي والداخلي وخاصة كل عام نستمع لمعطيات جديدة، لا نسمعها في بلادنا في اوروبا فلا احد يتطرق عليها".
وأكد غوستافو ان مأساة العالم العربي هي نتيجة  جشع الرأسمال الغربي، فمنذ تدخل الرأسمال الأجنبي وخاصة الاوروبي منذ اتفاقية سايكس بيكو أدى الى نهب ثروات هذه البلاد وتوليد الحروب فيها".
وأكد ان "العدو مشترك وهو الرأسمالية والامبريالية وعلى رأسه حالياً ما يمثله الاتحاد الاوروبي. وهدفنا هزيمة هذا النظام الرأسمالي البشري. ونحن لا نؤمن بكلمة "مستحيل" وقبل مئة عام كانت الثورة البلشيفية في روسيا. والدليل فخرنا بحركة الحزب الشيوعي اللبناني والنظام الاشتراكي في الصين".

Labels: Lebanese Communist Party, Lebanon, Parties