انتشرت على وسائل التّواصل الاجتماعيّ في الآونة الأخيرة تقارير تلفزيونيّة عن مسرحيّة "عكّاريّة"، عددٌ كبيرٌ ممّن شاركوا فيها هم تلاميذ حاليّين (أو سابقين) في "بيت الموسيقى" في النّجدة الشّعبيّة اللّبنانيّة. وقد تناول التّقرير في إحدى جوانبه القويّة والمباشرة إظهار "عكّار" (كلّ عكّار) على أنّها خالية تمامًأ من أيّ ثقافة موسيقيّة أكاديميّة وتعليميّة! إذ يُظهر التّقرير فتاة مع آلة الغيتار (وهي في الأساس طالبة غيتار مُنتظمة في صفوف "بيت الموسي...قى")، تُعبّر، وبلجهة مبالغ في تطرّفها، عن فقدان أيّ مورد لتعلّم الموسيقى في عكّار، مع استخدام ألفاظ أقلّ ما يمكن وصفها بأنّها شتائم، لم يجد معدّ الحوار في المسرحيّة بديل عنها، ربمّا لتناسب قافية سجع خفيفة الشّكل والمضمون.
وبعد تحرّي الغيّورين على سمعة عكّار، تمّ الاكتشاف أنّ هذا المقطع لم يذكر في أيّ عروض من المسرحيّة لا في عكّار ولا في الشّمال، بل فقط ظهر فجأة في عروضات مدينة بيروت!
لذلك يهمّ "بيت الموسيقى" أن يذكّر الفريق المعدّ بكامله لهذه المسرحيّة بأنّ هناك مدرسة موسيقيّة حقيقيّة في عكّار، تكاد تكون الأولى والوحيدة، ولكنّها مدرسة نظاميّة أكاديميّة لتعليم الموسيقى، اسمها "بيت الموسيقى" في جمعيّة النّجدة الشّعبيّة اللّبنانيّة، مركزها في حلبا عاصمة محافظة عكّار، وقد أصبح عمرها اليوم 10 سنوات، وفي سجلّاتها أكثر من 1600 طالب وطالبة (منهم من حصل على دبلومه الموسيقيّ وتخرّج بتفوّق)، مع مئات الحفلات المحليّة في عكّار وفي كلّ كلّ لبنان شمالًا وجنوبًا، غربًا وشرقًا وفي قلب بيروت العاصمة، ولها إصدارات موسيقيّة متعدّدة، ويديرها شخص مختصّ في حقل الموسيقى كما العلم الموسيقيّ وكما علوم التّربية الموسيقيّة، حائز على شهادة دكتوراه في اختصاصه منذ فترة من الزّمن، وهو في الوقت عينه مدير أكاديميّ لكليّة موسيقى في جامعة مرموقة، وأستاذ محاضر في الوقت عينه في أكثر من جامعة، ويعاونه فريق مختصّ من أساتذة كلّهم خرّيجين كليّات موسيقى كما أنّهم موسيقييّن متمرّسين في الوقت عينه، مع كادر إداريّ مرموق ومختّص؛
لذلك، فإنّ تجاوز هذه الحالة الحقيقيّة، بهذا الحجم وهذا المضمون، والتّركيز على حالة ثقافيّة واحدة ضعيفة، إنّما يعكس ضعف المعطيات الميدانيّة الحقيقيّة عند الجهة المسؤولة عن المسرحيّة، وهذا في حدّ ذاته لا يخدم الأهداف "النّبيلة" الّتي سعت المسرحيّة إلى إيصالها! ولكن بما أنّ النّصّ لم يذكر في مسرحيات سابقة في عكّار والشّمال وتمّ استحداثه في بيروت، فذلك يعكس المستوى الثّقافيّ المتدّني عند القيّمين على هذه المسرحيّة، والّذين يحبّون تصوير "عكّار" بصورة دونيّة اجتماعيًّا وحتّى ثقافيًّا، ولأصحاب هذه النّظريّة وهذه العقد وشبيهاتها نقول، أنّ الواقع الثّقافيّ في لبنان مضطرب ويشوبه الكثير من النّقصان في شماله كما في جنوبه كما حتّى في عاصمته بيروت، فالحركة الثّقافيّة لا يمكن وصفها اليوم بأنّها سليمة أو حتّى على مستوًى مقبول من الصّوابيّة.
نرجو من الجهة المسؤولة عن المسرحيّة، أن تحذف هذا المقطع، وأن تقدّم اعتذارها "المعنويّ" (ولوّ أنّ التّقرير نشر على محطّات تلفزيونيّة ووسائل تواصل اجتماعيّ) لكلّ المتضرّرين من هذه الإساءة، وهم كلّ أبناء عكّار الملّمين بالثّقافة وإلى مؤسّسة "بيت الموسيقى" وإلى حتّى عناصر المسرحيّة الّذين نعتبر أنّه قد تمّ استغلالهم لتقديم هذه الصورة المرفوضة قولًا وفعلًا.
Data
Title: توضيح من بيت الموسيقى /النجدة الشعبيةLink: http://ift.tt/2xotFJu
Source: الصفحة الرئيسية
Organization: wmatta@assafir.com (الادارة)
Date: September 22, 2017 at 10:19PM
Actions
Translate original to: En | Es | Fr | De | Pt | Gr | Ca | +Share original with: Twitter | Facebook | Google +
Labels: Lebanese Communist Party, Lebanon, Parties