"كتب الشهيد حسين مروة "

موت الشهيد الشيوعي.

خليل نعوس شهيداً شيوعياً مات، وشهيداً شيوعيا مات سهيل الطويلة،

موت الشهيد الشيوعي موت آخر.

إنّه ليست موتاً.. إنّه موت الموت.

موت الشهيد الشيوعي هو التقمص من نوع آخر. إنه يتقمّص الحياة توّا... لكنها الحياة الأوسع والأعمق.. حياة كلّ الناس الطيبين في كل شعوب العالم.. حياة كل الذين يحلمون بسعادة الإنسان الكائن على سطح هذا الكوكب.

يموت الشهيد الشيوعي فينتشر مناراً في عيون كل الكادحين وأحلامهم. كلّ قطرة من دم الشهيد الشيوعي تنقلب نهراً هادراً في أعماق صانعي المستقبل السعيد لشعبنا...

ولا بدّ أن ينقلب النهر الهادر - بعد - نهراً جارفاً يطهر أرضنا العربية من كل صانعي الظلم والظلام، وكل صانعي البغي والعدوان.

كل شهيد شيوعي يتحول - لا محالة- ناراً وسعيراً يزداد بهما ضرام النار المتأججة في عمق الأعماق من ذاتنا العربية، حقداً ثوريًا على كل الظالمين والفاشيين، وكل المنحرفين والمتخاذلين.

.

رفيقينا الشهيدين العزيزين رفيقينا القائدين الشيوعيين الكبيرين خليل نعوس وسهيل طويلة، يا كلّ شهدائنا الأبطال، جراحنا عميقة، عميقة.. وحزننا كبير، كبير...

لكنّ الأعمق والأكبر من كل الجراح وكل الحزن هو القضية قضية حزبنا، أي قضية شعبنا، أي قضية أمّتنا العربية، أي قضيتنا الطبقية التي تحكم وطنيتنا، وقوميتنا وأمميتنا معاً. إنّها القضية الأعمق والأبر، وأنتم شهداؤها، وأنتم طليعة الأبطال المناضلين لصيرورتها، وأنتم قافلة الفداء التي تتقدّم مسيرتنا إلى يومها السعيد، يوم النصر الحاسم.

يا رفيقينا العزيزين.

يا كل الرفاق الشهداء:

جراحنا عميقة، عميقة.. وحزننا كبير، كبير.

لكنّ الاعتزاز بحزبنا أعمق وأكبر... إنّه الاعتزاز بنهجه السياسي الصائب، وبفكره الثوري الطليعي، وبنضاله المبدئي البطولي.. إنّه الاعتزاز بوجهه الصريح، الناصح الساطع: وجهه الوطني، القومي، الطبقي، الأممي.

من نبعة واحدة، من جذر واحد، من مرجع واحد، تنبع ملامح هذا الوجه الصريح الناصع الساطع لحزبنا الشيوعي اللبناني.. كل ملامحه هذه تتكامل وتتناغم وتتناسق بفضل الفكر الثوري الطليعي، وبفضل العلم الماركسي - اللينيني، وبفضل التطبيق الخلاق لهذا الفكر وهذا العلم.

يا رفيقينا القائدين الشهيدين. يا كل رفاقنا الشهداء.. جراحنا عميقة، عميقة.. وحزننا ، كبير...

لكنّ النهج السياسي - الفكري - الإيديولوجي الذي اخترناه اختياراً طوعيّا، هو اعمق من الجراح وأكبر من الحزن... وأنتم أدّرى أنّ القابض على هذا النهج في عصر الحالة الإسرائيليّة الفاشيّة ـ الظلاميّة، كالقابض على الجمر...

وأنتم أدرى أنّنا ارتضينا القبض على هذا الجمر حتى يموت الجمر وتحيا القضيّة وإن احترقت أيدينا...

ذلك شرفنا وأنتم العنوان الوهاج لهذا الشرف .

 

Labels: Lebanese Communist Party, Lebanon, Parties