احتفالاً بالعيد الـ 35 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول) أقامت منظمة الحزب الشيوعي اللبناني في مشغرة احتفالاً سياسياً.

بعد النشيدين الوطني والحزب الشيوعي اللبناني، ألقيت عدة كلمات: كلمة المنظمة نصر الله الحاج وكلمة أسر الشهداء د. حسان ساطي.

 

 

خليل

بدوره ألقى د. حسن خليل عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات السياسية في الحزب الشيوعي اللبناني كلمة الحزب. وقال "هو يوم جمول، وفي يوم جمول عمن سنتحدث:

عن القرار المسؤول والواعي الذي اتخذه حزبكم، في ذروة هزيمة مشروع الحركة الوطنية اللبنانية وحركة التحرر في منطقتنا العربية، في وقت كان الاحتلال الصهيوني يُدنس أم العواصم العربية ونجمتهم بيروت بدخوله إليها، وسط صمت وتواطئ دولي رجعي عربي وللأسف لبناني.

أو عن ذلك النداء، إلى السلاح دفاعاً عن بيروت وكل لبنان، تأسيساً للمقاومة الوطنية اللبنانية، بتوقيع كبيرٍ، من شهداء جمول والحزب، قائدها ومطلقها الشهيد جورج حاوي إلى جانب الرفيق محسن ابراهيم وبأسم حزبيهما ومن منزل الشهيد القائد كمال جنبلاط.

أم نتحدث عن تلبية ذلك النداء، حين تقاطر الشيوعيون والوطنيون اللبنانيون والفلسطينيون، ومن كل المناطق اللبنانية، منخرطين في العمل العسكري، موحدين لبنان بكل مكوناناته، خلف المقاومة، باعتبارها قضية وطنية واجبة لكل حريص على وحدة لبنان وعروبته.

أم عن الذين سقطوا شهداء، وهم ليسوا أحياءً فقط عند ربهم يرزقون، وإنما في قلوب أهلهم ورفاقهم ووجدان شعبهم، فأسماؤهم نجوماً غطت سماء لبنان كله، ودماؤهم أزهرت وروداً حمراء، وها هي مسالك ودروب جبل الشيخ وأبو راشد وبرغز والليطاني تروي حكاياتهم، وتنبض بروحهم الساكنة أبداً بين صخورها.

أم عن أسراها وجرحاها، عن ذلك الركب الذي لا يزال على العهد والوعد سائراً على الطريق نفسه.

أم عن الأحياء، وهم كثر، وهذه القاعة مليئة بهم، والآلاف المجهولة، وعلى مساحة الوطن، لا تزال تنتظر وما بدلت تبديلا: فتحية إلى الشهداء والأسرى والجرحى والمناضلين من حزبنا ومن كل الفصائل المقاومة على امتداد الساحتين اللبنانية والفلسطينية.".

 

 

 وأضاف "نعم، لم نستطع ربط عملية التحرير بالتغيير الديمقراطي، وقد دفعنا في سبيل هذه المعركة أثماناً كبيرة. لكن، وبالمقابل، لم يقدّم الشعب اللبناني وقواه، ومن كل الفصائل، كل تلك التضحيات من الدماء، لكي تحكم هذا البلد تلك المنظومة السياسية الفاسدة، الممعنة في ضرب مصالح الشعب اللبناني لحساب أصحاب السلطة ورأس المال... والتي تزداد ثروات بعضها على حساب فقراء لبنان ومستقبل أبنائهم، وهذا برسم كل من حمل راية التحرير ولم يلتفت إلى عملية التغيير في طبيعة النظام السياسي، ودعوته لتحمل المسؤولية في هذا المجال".

 

وأردف "أمامنا اليوم مهام ومعارك لم تُستكمل بعد؛ فإلى جانب قضية حماية لبنان من الاعتداءات الصهيونية والإرهابية، هناك القضايا الحياتية المتعلقة بهموم المواطنين وحاجاتهم؛ من سلسلة الرتب والرواتب، والتصدي للضرائب، والانتخابات النيابية، وغيرها الكثير من الملفات والقضايا، وجميعها تتطلب جهداً وعملاً ومثابرة ومتابعة، لكي نخوضها إلى جانب كل الأطر الحزبية والشعبية والديمقراطية والمدنية والشبابية والنسائية، ومن موقعنا الوطني الديمقراطي المستقل، فهذه المهام تفرض علينا نوعاً آخرا من السلوك والدينامية الذاتية للقيام بها".

وختاماً توجه إلى الشيوعين بالقول "فكما لبيتم نداء حزبكم وحملتهم السلاح دفاعاً عن لبنان في وجه الاحتلال والإرهاب، إلى جانب الجيش والمقاومة، وكما كُنتُم في طليعة الحراك المدني والنقابي والبلدي، وتصديتم للثنائيات وللتهميش والإقصاء، وخضتم معارك مشرّفة، وحققتم نتائج كبيرة، كونوا اليوم ايضاً في الطليعة، انتصاراً للقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، من خلال مشاركة نشطة في عملية تظهير الوجه الديمقراطي العلماني المعترض على هذا النظام السياسي وقواه. فأمامنا مهام كثيرة: ونحن في 16 أيلول عيد إطلاق جمول، وعشية عيد تأسيس الحزب، ومئوية ثورة اكتوبر. فلنحول هذه المناسبات إلى منصات لإطلاق معركة الدفاع عن لبنان في وجه التهديدات الإسرائيلية المتكررة، وإطلاق معركة الانتخابات النيابية من موقعنا ورؤيتنا المعارضة المستقلة، وفي الشارع انتصاراً لقضايا الناس وانحيازاً لفقراء لبنان وعماله وموظفيه باتجاه بناء الدولة الوطنية الديمقراطية العلمانية المقاوِمة.

عهدا لشهدائنا وجرحانا ولكل من سار على تلك الطريق وغادرنا، أن تبقى راية حزبنا الشيوعي، التي حملها وقاتل تحت لوائها عشرات آلاف المناضلين، مرفوعة عالياً، راية التحرير والتغيير، راية فرج الله الحلو وجورج حاوي واحمد المير ومهدي عامل وحسين مروة وكمال البقاعي، راية شهداء جمول وكل المقاومين، المجد والخلود للشهداء، شهداء الحزب والجيش وكل فصائل المقاومة، وكل عام وأنتم بخير."

 

Labels: Lebanese Communist Party, Lebanon, Parties