مهرجان مركزي لشهداء اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني في صريفا

ديبة: دائماً أكد حزبنا أن التحرير والمقاومة متلازمان عضوياً مع التغيير...

تحية لشهداء اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني، الذين استشهدوا في عدوان تموز 2006 أثناء تصديهم لقوات الاحتلال الإسرائيلي، أقام الاتحاد مهرجاناً مركزياً سياسياً، في ساحة الشهداء لبلدة صريفا.

وللمناسبة ألقيت عدة كلمات، تناولت بطولات الرفاق وانتهاجهم ضرب المقاومة الوطنية دفاعاً عن الأرض والإنسان، مؤكدة على ضرورة استمرارها في مواجهة التنظيمات الإرهابية، وأيضاً في نضالها نحو التغيير الديمقراطي.

 

الشيوعي

وألقى كلمة الحزب الشيوعي اللبناني د. غسان ديبة عضو المكتب السياسي في الحزب ومما جاء فيها.

أهالي الشهداء وأهالي صريفا والجوار الكرام

ممثلي الأحزاب والفعاليات

الرفاق في منظمة صريفا المناضلة

الحضور الكريم،

منذ 11 عاماً هبُت ثلة من شباب هذه البلدة المناضلة من حزبنا الشيوعي وحزب الله وحركة أمل وحملت السلاح دفاعاً عن الجنوب والوطن كله... فحملوا السلاح سوية واستشهدوا سوية فجسدوا وحدة المقاومين ووحدة الوطن في مواجهة أشرس حرب على وطننا الغالي منذ  عام 1982.....فكانوا جزءاً من سلسلة من الفولاذ امتدت في أرجاء الوطن كله لتكسر الجيش الصهيوني وجعلته يتقهقر مرتبكاً مهزوماً... فالمواجهة لم تكن فقط حرب غوارية بل مواجهة تقريبا بين جيشين فانتصرت المقاومة وهزم الجيش الصهيوني.... ومنذ ذلك الوقت تبحث المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في مفاعيل هذه الهزيمة المدوية التي شارك في صنعها هؤلاء الشباب الشهداء الأبطال..... 

أهالي الشهداء وأهل صريفا والرفاق الأعزاء في الحزب والاتحاد،

إن الشباب الذين استشهدوا في ذلك الوقت يطالوبننا هم وكل شباب الوطن وعماله وموظفيه وفقراءه... يطالوبننا بالتغيير... ببناء وطن تسوده العدالة الاجتماعية وبدولة تؤمن الرفاه الاجتماعي لأنه كما دائماً أكد حزبنا أن التحرير والمقاومة متلازمان عضوياً مع التغيير...فشبابنا الذين يعانون اليوم من البطالة المرتفعة (35%) ومن الهجرة إلى الخارج ومن الأجور المتدنية ومن الاغتراب عن واقعهم في ظل اقتصاد يسيطر عليه الرأسمال المالي، لا يمكنهم الاستمرار في تحمل الظلم وانعدام فرص الحياة الكريمة بعد أن قدم خيرتهم حياتهم في مسيرة النضال الطويلة على جميع الجبهات التي امتدت لعشرات الأعوام... وهي الآن في هذه اللحظة مستمرة في قتال المقاومة والجيش ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة في جرود الوطن الشرقية والتي حزبنا في قلب هذه المعركة...

لكل ذلك ومن أجل تلبية حقوق الشباب والأجيال القادمة يناضل حزبنا اليوم على جميع الجبهات الاقتصادية-الاجتماعية من أجل بناء اقتصاد عصري منتج يخلق فرص العمل ويؤمن أجوراً أعلى لكل اللبنانيين ومن هنا كان دعمنا للسلسلة التي أمنت حقوقاً لموظفي الدولة من مدنيين وعسكريين ومتقاعدين ولاساتذة التعليم الرسمي والخاص ويناضل حزبنا من أجل تحقيق التغطية الصحية الشاملة ومن أجل ضمان الشيخوخة ومن أجل توزيعاً أكثر عدلاً للمداخيل والثروة كما دفاعاً عن البيئة والطبيعة التي يمعن الرأسمال في استباحتها من أجل ربح سريع لقلة من اصحاب الثروات الكبرى. فالانهر والجبال التي استشهد الكثيرون دفاعاً عنها هي ملك جميع اللبنانيين لا ملكا لقطاع خاص يمعن في تدميرها....

اليوم يقف حزبنا في معركة السلسلة إلى جانب العمال والموظفين وأصحاب الدخل المحدود في رفضه للضرائب غير المباشرة عليهم من tva ورسوم التي وضعت بذريعة تمويل السلسلة.... فكان الهدف منها تحميلهم عبءها وتأليب فئات المجتمع على بعضها البعض.....

كما يؤكد حزبنا أن سلة الضرائب التي أقرت على أرباح المصارف والشركات المالية والفوائد وعلى الربح العقاري يجب ان تبقى بل ان تزاد معدلاتها... ونحذر من مفاعيل البحث الجاري الآن تحت ضغط وتهويل الهيئات الاقتصادية لالغاءها او تعديلها مع ما يحكى عن إبقاء اعفاء المصارف من الضريبة على فائدة السندات التي يحملونها ويجنون الأرباح الطائلة منها......كل هذه المحاولات مرفوضة بالكامل فقد آن الأوان بعد  25 عاما من استمرار تراكم الثروة لدى القلة ان تدفع هذه القلة الحد الأدنى من الضريبة لاعادة بناء الدولة والوطن....

كما يحذر حزبنا ان استعمال اقساط المدراس كسلاح لتأليب الناس ضد بعضهم البعض وهو مرفوض رفضا باتا...فنحن نطالب لجان الاهل بأن تقاتل مع الاساتذة لا ضدهم...وتفتح وتدرس ميزانيات المدارس الخاصة منذ عام 1996 وحتى الآن لتبيان تفاصيلها  وزيادات الأقساط التي حصلت  وارباحها ومقارنتها مع حصة اجور الاساتذة وزياداتها...عندما يحصل ذلك سيتبين للجميع ان ما يحكى عن زيادات على الأقساط هدفها لاجهاض العمل النقابي ومن أجل فصل قانوني التعليم في القطاعين الخاص والعام عن بعضهما البعض...وهذا مرفوض ايضا مننا بالكامل وسنعمل على احباطه...

إن حزبنا يرى في الانتخابات النيابية القادمة مجالاً لتظهير حالة الاعتراض التي شهدناها منذ الحراكات الشعبية والمدنية ابان أزمة النفايات وشهدناها في الانتخابات البلدية الماضية وفي انتخابات نقابة المهندسين وغيرها والتي نقدرها انها تقارب الـ 40 بالمائة من الشعب اللبناني... وسيسعى الحزب إلى تكوين بلاتفورم وطني للمعارضة على مستوى الوطن كله سعيا لخوض الانتخابات وطنيا وكأنها دائرة واحدة وهنا ندعو جميع القوى المعارضة العلمانية والمدنية والوطنية إلى الالتقاء لتحويل النسبية التي أقرت تحت ضغط الحراك الشعبي.... إلى حويلها إلى فعل سياسي يحول الاعتراض الكامن في المجتمع إلى معارضة سياسية ديمقراطية تقدمية في البرلمان.. 
أخيراً، اليوم على أبواب الذكرى الـ 35 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي بشرارتها أطلقت مسيرة التحرير من بيروت لتتدحرج كرة النار إلى الجبل وصيدا والجنوب والبقاع الغربي.... ندعوكم للمشاركة في هذه الذكرى في المهرجان الذي ينظمه الحزب في بيروت يوم السبت في 16 ايلول .... وفي هذه الذكرى نوجه التحية كل التحية لشهداء صريفا والجمالية الأبطال ونعاهدهم بالبقاء على جميع الجبهات نقاتل من أجل ان يتحقق ما كانوا يحلمون به (علي نجدي وحسن كريم، وحسن جمال الدين ومحمد علي نجدي وأحمد سليم نجدي وفضل بسما ومكسيم جمال الدين ومحمد علي نجدي) يوم حملوا السلاح.... ونزلوا إلى هذه الساحة... ودافعوا عن وطن على جميع أبناءه أن يلاقوا تلك التضحية القسوى بأن يبنوا وطناً حراً قوياً وعادلاً يليق بذكرأهم العظيمة....

 

 

Labels: Lebanese Communist Party, Lebanon, Parties